من الغريب أن يكتب دكتور في التربية الرياضية كتيباً عن كيف تتجنب الإصابة بمرض السكر وهو موضوع - كما هو وأضح - من الموضوعات الطبية ، فمن الضروري أن يكون وراء هذا الكتيب قصة أو تجربة شخصية . لقد توقفت عن ممارسة الرياضة بضعة شهور مع بداية عام 1999م داهمني فيها المرض ولم أرد ولم أتوقع مطلقاً أن أكون مصاباً بمرض السكر لخلو العائلة من هذا المرض ، وبالرغم من انخفاض وزني لأكثر من عشرة كيلو جرامات مما كان لافتا لنظر الجميع وكنت صديقاً دائماً للحمام للتبول وكنت مفرطاً لشرب الماء نتيجة للشعور المستمر بالظمأ ، وأيضاً الإفراط في تناول الأطعمة السكرية والمشروبات المثلجة .
وكان السكر يعربد في الجسد ولك أدر ، واستمر هذا الحال أكثر من أشهر ، وفي أحد الأيام شعرت بدوخة خفيفة مما دفعني لعمل تحاليل للدم وكانت المفاجأة أن نسبة السكر في الدم وأنا صائم 275 ملليجراما بينما وأنا مفطر 355 ملليجراما وهي نسبة مرتفعة ، إلا أنني بإصرار وعزيمة قوية ، فكرت كثيرا وفتشت عن أسباب الإصابة بهذا المرض فوجدت أن السبب الرئيسي هو البعد عن ممارسة الرياضية والإفراط في تناول السكريات والنشويات والدهون بكثيرة وخاصة بعد سن الأربعين .
وحاولت الاطلاع والمعرفة عن أسباب وأعراض ومضاعفات وكيفية الوقاية من هذا المرض من المراجع العلمية التي غالبا ما تتحدث عن المرض والمرضي مكتوبة أصلا للأطباء وباللغة الإنجليزية ، كما أن الكتب المخصصة للمرضى عموما ومرضى عموما ومرضى السكر خصوصا قليلة جدا ؛ ولذا حرصت - كمريض - أن أكتب عن نفسي للتوعية والتثقيف بخطورة هذا المرض . الوقاية خير من العلاج .
أما تجربتي الشخصية ومعى عشرة من المرضى بعد إجراء تحاليل الدم حيث كان متوسط نسبة السكر في الدم 350 ملليجراما وصممت على عدم الذهاب للطبيب إلا بعد أشهر من تنفيذى للبرنامج الرياضي الذي وضعته مع الغذاء المتوازن ، وكانت المفاجأة السارة عندما سألني الطبيب بعد الفحص والتحليل عن الأدوية التي استعملتها وكانت إجابتي له ممارسة الرياضة حتى ولو كان المشى المنتظم يومياً لمدة 30 دقيقة مع الغذاء المتوازن ...!
لقد كتبت هذا لحماية الناس من أنفسهم وخاصة أن المكتبة العربية شه خالية من كتيب في هذا الموضوع ، والأطباء مشغولون بمعالجة المرضى وأيضاً لانتشار مرض السكر ، حيث تشير الإحصائيات شبه الرسمية أن نسبة المصابين في مصر وصلت 10% يعنى 6 مليون ونصف مريض ، والأخطر من ذلك أن هناك مصابون بهذا المرض ولم ينتبهوا .
اسباب مرض السكر
تحدث الإصابة بالسكر نتيجة اضطراب في وظائف الغدد مصحوبة باختلال في التمثيل الغذائي للجلوكوز والمواد الأخرى المانحة للطاقة في الجسم مما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم وظهوره في البول .
كما يحدث نتيجة تدمير الخلايا المسئولة عن إفراز الإنسولين بالبنكرياس وما يترتب على ذلك من نقص نسبة الإنسولين في الجسم أو انعدامها ، لذلك فمرضى هذا النوع يحتاجون إلى علاج تعويضى بالإنسولين ، أو عدم قدرة الجسم على الاستجابة للإنسولين .
أنواع مرض السكر
هناك نوعان رئيسيان لمرض السكر
النوع الأول :
السكر المعتمد على الإنسولين ويمثل 10% من المرض تقريباً ويحدث نتيجة تدمير الخلايا المسئولة عن إفراز الإنسولين وما يترتب على ذلك من نقص نسبة الإنسولين في الجسم أو انعدمها ، فمرضى هذا النوع يحتاجون إلى علاج تعويضى بالإنسولين .
النوع الثاني :
فهو السكر غير المعتمد على الإنسولين وهو النوع الأكثر شيوعاً ويمثل 90 % تقريباً من الحالات المرض حيث يحتفظ البنكرياس ببعض قدرته على إفراز الإنسولين ولكن بنسبة قليلة لا تتوافق مع احتياجات الجسم ، ومرضى هذا النوع لا يحتاجون في العادة إلى علاج تعويضى بالإنسولين وإنما يحتاجون في بعض مراحل العلاج لضبط السكر في الدم بل يعتمدون على الأقراص المنشطة للبنكرياس للمساهمة في إفراز الإنسولين مثل الدياميكرون ....إلخ .
ومريض هذا النوع عادة ما يكون عمره أكثر من 40 سنة وغالباً ما يعاني زيادة في الوزن ولهذا نحذر من هذا المرض اللعين الذي يعربد في جسم الإنسان والذي يعاني منه بجمهورية مصر العربية حوالي ستة ملايين ونصف مواطن بنسبة 10% ولكن الأدهي من ذلك أن هناك نسبة أخرى تتراوح بين 6 % - 8% مصابون بهذا المرض لكنهم لا يعرفون ، أي بما يعادل ثلاثة ملايين من المواطنين يعانون من هذا الخطر وهم لا يشعرون .
ولذلك انتبه بعد سن الأربعين وعليك بالتوجه فوراً لعمل تحليل للدم ليطمئن قلبك .
كيفية الاكتشاف المبكر لمرض السكر .
أعراض تنذر بمرض السكر :
لوحظ أن مرض السكر قبل أن تظهر عليهم عوارض المرض ...يشكون من كثرة الجوع وبالتالي كثرة الأكل ، ثم حدوث سمنة سريعة ، ومن أهم أعراض هذا المرض :
* الإفراط في التبول وشرب الماء نتيجة للشعور المستمر بالظمأ وتناول الأطعمة السكرية مع فقد الوزن والغيبوبة في بعض الأحيان بالإضافة إلى التنميل بأعصاب الأطراف .
* التحاليل الطبية للدم ويتم تحليل الدم للإنسان وهو صائم أي بعد 8 ساعات من آخر وجبة غذائية تناولها الإنسان ، فإذا كانت النتيجة تتراوح بين (110- 120) ملليجرمات في لتر الدم الواحد فهي في المعدل الطبيعي ، أما إذا كانت تتجاوز ذلك حتى بلغت 140 حيث بلغت فهذا معناه وجود خلل في التمثيل الجلوكوز ودلالة على الإصابة بمرض السكر ، ويقاس أيضاً والإنسان مفطر أي بعد الأكل مباشرة بساعتين ، فإذا كانت النتيجة تتراوح ما بين (140 - 150 ملليجرامات في لتر الدم الواحد ) فهي في المعدل الطبيعي ، أما إذا تجاوزت ذلك حتى بلغت 170 فهذا معناه وجود خلل في تمثيل الجلوكوز ودلالة على الإصابة بمرض السكر .
* أما بالنسبة للغيبوبة الناتجة عن الارتفاع الحاد أو الانخفاض الشديد في نسبة السكر تعد من أكثر المضاعفات خطورة ويمكن تجنبها عن طريق المتابعة الذاتية المتكررة يومياً ويحدث انخفاض السكر نتيجة تناول جرعات علاجية زائدة عن المقرر أو الإخلال بالنظام الغذائي من حيث المواعيد والكميات المقررة ، وفي حالة إصابة المريض بهبوط شديد عليه تناول كمية قليلة من السكر أو الحلوى .
مضاعفات مرض السكر
يجب أن تقوم الدولة بحملات توعية بخصائص هذا المرض وطرق الوقاية منه وخاصة مضاعفاته الخطيرة مثل العمى وأمراض القلب والفشل الكلوى والغرغرينا المؤدية إلى بتر الأرجل .
كيفية الوقاية والعلاج لمرض السكر :
في الحقيقة أن المسألة يتنازعها أمران : ممارسة الرياضة والنظام الغذائي المناسب ،فهما حجر الزواية في انضباط مرض السكر وحسن السيطرة على مستوى السكر في الدم .
ولهذا فإن الإخصائيين في علاج السكر يميلون الآن إلى تحويل الكثير من مرض السكر إلى خبراء الرياضة لوضع برامج التمرينات التي تناسبهم باعتبارها شريكا وعاملا رئيسيا في العلاج ، وتعد الرياضة أغلى روشتة لأي إنسان وممتازة لمريض السكر .
ممارسة الرياضة أو الإنسولين أو قرص الدياميكرون .
والجدير بالذكر أن ممارسة الرياضة لم تدخل منافساً للإنسولين أو الدياميكرون لمجرد المنافسة ولكن لأن قد ثبت علمياً أن العضلات النشطة بانقباضها أثناء الرياضة تستهلك الجلوكوز حتى في غياب الإنسولين وتستمر هذه العملية لعدة ساعات أخرى بعد توقف الرياضة عن طريق الكاليسوم وليس الإنسولين ، حيث إن العضلات أثناء نشاطها تفرز الكالسيوم المختزن بداخلها ، ولهذا يفضل أن تمارس الرياضة في الهواء الطلق حتى تكون لها الفاعلية المطلوبة ، وهي تقوى العضلات الرئيسية وتنميها لدرجة أنها ترفع كفاءة عمل القلب .
كما أكد الكثير من العلماء انخفاض استهلاك الجلوكوز نتيجة للراحة وقلة النشاط .