يثير موضوع سفر شباب بلجيكيين للقتال فى سوريا جدلا في الأوساط المحلية والرسمية في بلجيكا بشأن الشباب البلجيكيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا إلى جانب قوات المعارضة وبعض المجموعات الإسلامية الناشطة هناك. وفي هذا الاطار، أشار أحد الأئمة الذي طلب عدم الكشف عن هويته- إلى أن لديه معلومات تفيد بأن حوالي 12 شابا على الأقل، قتلوا فعلاً في سوريا، وقال "أستطيع أن أؤكد أن هناك من سجل نفسه طوعاً على لائحة المرشحين للقيام بأعمال إنتحارية في هذا البلد، وهذا ما اعتبره شديد الخطورة".
واستند الامام المذكور في شهادته التي نشرتها وسائل الإعلام البلجيكية اليوم، الاربعاء على معلومات قال إنه استقاها خلال زياراته لعائلات بلجيكية من أصول مغربية ذهب بعض أبنائها إلى سوريا.
وأوضح الإمام الذي يعد حالياًرسالة دكتوراه حول الحركات الإسلامية أن عددا من ذهبوا إلى سوريا يقدر بالمئات وبعضهم لم يتجاوز عمرهم 15 عاماً، ف"نحن أمام ظاهرة تجنيد أطفال، وأعتقد أن مسألة التجنيد لم تتوقف حتى الآن.
من جانبه، أقر المسؤول في مركز تقييم المخاطر والأزمات أندريه فانديرين بوجود قاصرين بين الشبان الذين ذهبوا إلى سورية، مؤكداً أن السلطات اتخذت كافة الإجراءات لوقف هذا الأمر.
وفي السياق نفسه، يعقد عمداء مدن انفرس، فيلفورد، مالين شمال البلاد الفلمنكى اجتماعاً اليوم لدراسة ما يمكن إتخاذه من إجراءات على مستوى المدن لوقف هذه الظاهرة خاصة وأن معظم الشبان الذين ذهبوا للقتال في سوريا ينحدرون من هذه المدن.
وكانت هناك معلومات سابقة قد تحدثت عن وجود حوالي 80 شابا بلجيكيا، بعضهم وليس جميعهم من أصول عربية مسلمة، ذهبوا للقتال في سوريا، مما أثار مزيداً من الجدل واللغط على المستويين الشعبي والرسمي خاصة في ظل شح المعلومات وتضاربها.
وتشير بعض المصادر الحكومية إلى أن السلطات المختصة اتخذت إجراءات لمراقبة بعض المساجد والجمعيات الإسلامية، والأفراد "المشكوك بأمرهم"، ولكن دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويؤكد الباحثون أن ظاهرة توجه مقاتلين بلجيكيين للخارج ليست جديدة على المجتمع إذ قاتل بعض الشبان في بلجيكا إلى جانب الجمهوريين في اسبانيا ضد الجنرال فرانكو وبعضهم قاتل إلى جانب متمردين في أمريكا الجنوبية في السابق .
ويضيف الباحثون "لا يمكن القول إن جميع من توجهوا إلى سوريا هم من الاسلاميين المتطرفين، فالبعض الذى ترواده احلام المجد والشهرة يتصور انه عند عودته سيكون قد حقق هذا المجد المزعوم،لاعتقاده انه يحارب الديكتاتورية.