صنعاء أ ش أ : توجه المستشار السياسي للأمين العام للأمم المتحدة، السفير جمال بن عمر بزيارة الى اليمن في إطار الجهود التي تبذلها المنظمة الأممية من أجل تقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة السياسية الراهنة باليمن، علي الرغم من التوترات الأمنية والمواجهات العسكرية مما يعطى مؤشرات إيجابية باحتمال التوصل قريبا لحل الأزمة. ومن جانبها اكدت مصادر دبلوماسية يمنية أن السفير بن عمر مدد زيارته لليمن، التي كان من المقرر أن تنتهي قبل يومين، وهو ما يعنى وجود مؤشرات إيجابية تتعلق باحتمالات التوصل إلي اتفاق بين طرفي الأزمة اليمنية قريبا. هذا ولم تقتصر جهود المبعوث الأممي علي طرفي الأزمة اليمنية فقط وإنما يواصل لقاءاته مع القوي المعارضة الأخري، مثل الحوثيون فى محافظة صعده شمال اليمن. وقد التقى بن عمر ايضا مع ممثلي الشباب المناهضين للنظام الحاكم باليمن المعتصمين بالساحة الرئيسية أمام جامعة صنعاء وسط العاصمة. وعلى الرغم من عدم وجود تفاصيل بشأن هذه اللقاءات إلا أن استمرار لقاءات بن عمر يعطي مؤشرات إيجابية حول نتائج لقاءاته حسب ما يرى المراقبون لتطورات الأوضاع علي الساحة اليمنية. ويقول بعض المراقبين لتطورات الأوضاع اليمنية أن التوتر والمواجهات التي تشهدها بعض المناطق اليمنية وخاصة شمال العاصمة صنعاء ترجع إلي محاولات القوي السياسية الرئيسية المتمثلة فى السلطة والمعارضة لإثبات أنها تسيطر علي الأوضاع وخصوصا ما يتعلق بالمبادرة الخليجية لحل الازمة. واشار المراقبون الى أن طرفي الأزمة يشعرون بصعوبة حسم أي منهما للأوضاع عسكريا وذلك لان التصعيد الزائد عن الحد سيؤدي إلي حرب أهلية شاملة لا يرغب فيها أحد، بالإضافة إلي أن المجتمع الإقليمي والدولي يقف ضد التصعيد بكل أشكاله، سواء كان من جانب السلطة أو المعارضة لما لذلك من انعكاسات سلبية علي الأوضاع الأمنية بالمنطقة. وعلى جانب اخر يرى محللون سياسيون أن التلويح من بعض القوي السياسية في العالم باحتمالات استخدام مجلس الأمن للفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية في التعامل مع الأزمة السياسية الراهنة باليمن يمثل عامل ضغط علي السلطة والمعارضة باليمن، خاصة وأن ذلك يعني إضفاء الشرعية علي تدخلات خارجية محتملة ترفضها السلطة اليمنية قبل المعارضة. وهو ما يجعل مختلف فئات الشعب اليمني رافض للمؤتمر الحالي الذي تعقده جمعية علماء اليمن بصنعاء، حيث من المقرر أن يصدر العلماء فتوي أو توصيات أو بيان يتعلق بتطورات الأوضاع الحالية والمواجهات العسكرية الدائرة بين قوات موالية للسلطة وأخري مسلحة موالية لقوي المعارضة . وتأتي أهمية نتائج هذا المؤتمر من أنه سيحدد الموقف من فتاوي بعض العلماء اليمنيين الذي أجازوا الخروج علي الحاكم باليمن وأجازوا مواجهة قوات الدولة، واعتبروا مواجهاتها جهادا، والقتلي فيها شهداء، الأمر الذي زاد من حماسة المناهضين للنظام الحاكم في مواجهتهم للقوات الحكومية.