أثارت الجولة المفاجئة التي قام المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري - في وسط القاهرة، مساء الاثنين الماضي بزي مدني ودون حراسة - كثيرا من القلق والمخاوف لدى كثير من النشطاء والسياسيين، وكثيرا من الطمأنينة لدى أغلبية المواطنين وقليل من النشطاء، ولكنها أثارت أسئلة لدى الطرفين عن مغزى هذه الجولة المفاجئة ذهب فريق إلى أن في هذه الجولة دلالة على أن المجلس العسكري لا ينوي تسليم السلطة للمدنيين بسهولة، وأنها مقدمة وترويج إعلامي لترشح المشير للانتخابات الرئاسية المقبلة بينما رأى فريق آخر أن الجولة لها أكثر من دلالة، الأولى أنها تبعث برسالة طمأنة للمصريين وللخارج تفيد بأن مصر تنعم بالأمان، والثانية هي أنها خطوة لتكذيب كل ما أشيع من أن شهادة المشير في محاكمة مبارك كانت لصالح الرئيس المخلوع هذه الجولة ليست الأولى للمشير طنطاوي منذ نزول القوات المسلحة الشارع المصري مساء 28 ناير الماضي لمنطقة وسط القاهرة، حيث كانت الأولى عندما زار ميدان التحرير أثناء الثورة، ومصافحته المتظاهرين الذين كانوا يحتشدون في الميدان، ثم كانت الثانية في 12 أغسطس الماضي، بعد صلاة الجمعة، عندما تفقد ميدان التحرير وصافح أفراد الشرطة العسكرية والشرطة المدنية المتواجدين في الميدان
أما الجولة في هذه المرة يراها البعض مختلفة ومقصودة وتهدد مستقبل الدولة المدنية التي يحلمون بها رغم تأكيدات المشير طنطاوي على أن مصر ستكون دولة مدنية ديمقراطية، وذلك خلال خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 23 يوليو 1952، لكن النشطاء والسياسيين لم يقتنعوا واعتبروا أن هذا مجرد كلام وأقراص مخدرة "لتنويم الشعب". جاء أول رد فعل للنشطاء على هذه الجولة – وحسب تفسيراتهم ورؤيتهم لها وقنعاتهم الشخصية – بإطلاق حملة لرفض استمرار المجلس العسكري في تولى شئون مصر، واجتمع النشطاء وعلى رأسهم أسماء محفوظ على جملة واحدة للتعبير عن رفضهم هذا وهي: "أعلن عدم اعترافي بشرعية المجلس العسكري كحاكم لمصر، ولا يمثلني كمواطن، وأنه يحكم مصر حالياً بقوة السلاح بعد انتهاء شرعيته التي لم ينلها أصلاً"، وتداولوها فيما بينهم على شبكتي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر والحقيقة أن هذه الضجة حول جولة المشير لا مبرر لها كذلك اعتبارها تمهيد لحكم عسكري أمر مبالغ فيه لأن جولة خاطفة كهذه لا يمكن أن تجمع شعبية، واعتقد أن المشير لو رغب في حشد الجماهير لكان قد استغل شهادته في محاكمة مبارك استغلال يخدم المجلس العسكري واتفق مع ما قاله مسئول عسكري من أن المشير كان في زيارة لأحد أصدقائه