حصلت شبكة الإعلام العربية "محيط" على تفاصيل تفجير خط الغاز الطبيعي اليوم الثلاثاء في جنوب غرب مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء للمرة السادسة بعد ثورة 25 يناير. وقال اللواء جابر العربى سكرتير عام محافظة شمال سيناء أن مجهولين يعتقد أنهم من نفس المجموعات السابقة التى فجرت أنبوب الغاز، قاموا بتفجير محطة "بلوف الميدان" الساعة الثانية إلا ربع من صباح الثلاثاء وأكد اللواء العربى ل "محيط" الذى وصل لموقع الإنفجار فور وقوعه، أن الإنفجار كان قويا لدرجة أنه سبب أضرارا لبعض العشش ، فضلا عن إصابه ثلاثة أشخاص بينهم حارس المحطة، وتم نقل أحدهم إلى مستشفى العريش ، بينما تلقى الآخرين العلاج فى مكان الحادث. وأشار إلى قيام أربعة ملثمين بزرع عبوة ناسفة أسفل الأنبوب ، وقاموا بتفجيرها وفروا عبر سيارتين ذات دفع رباعى إلى مكان غير معلوم . وأوضح اللواء العربى أنه تم إبلاغ شركة "جاسكو" للغاز ، المشغل الرئيسى لخطوط الغاز، حيث قامت على الفور بإغلاق المحابس للسيطرة على الحريق الهائل الذى ارتفع لنحو 100 متر فى السماء. وحول تأثيرات الانفجار، أكد سكرتير عام المحافظة أن ضخ الغاز إلى المحطة البخارية توقف تماما وسيتم توفير بدائل لتشغيل محطة توليد الطاقة الباخرية غرب العريش. في غضون ذلك ، بدأت الأجهزة الأمنية فى شمال سيناء التحقيقات فى واقعة استهداف أنبوب الغاز ، وتركزت التحقيقات مع حارسي المحطة الذى أصيب أحدهم فى قدمية بحروق نتيجة الإنفجار. وأقر الحارس محمد موسى فى روايته أنه كان يجلس بجانب البوابة الرئيسية ومعه الحارس الثاني، ويدعى فرج سالم ، حيث فوجئ بستة أشخاص ملثمين يقطعون الطريق الرئيسي إلى المحطة التي تبعد عن الطريق الدولي بنحو 700 متر، ثم قاموا بقطع الأسلاك الشائكة الموجودة حول المحطة من الجانب الخلفي . وتابع قائلا: " يبدو أنهم وضعوا عبوة ناسفة، حيث وقع التفجير بعدها بلحظات "، مشيرا إلى أن الإنفجار أدى إلى قطع ماسورة الضخ الرئيسية فتسرب منها الغاز، ما ساعد على زيادة النيران داخل المحطة والمناطق المحيطة بها، موضحا أن الجناة استقلوا سيارة كانت تنتظرهم وفروا هاربين. وفي إطار الاحتياطات الأمنية التي تم اتخاذها لمنع تكرار حوادث تفجير أنبابيب تصدير الغاز الطبيعي ، كانت القيادات الأمنية أصدرت تعليماتها بتشديد الحراسة عند محطات البلوف ومحطات الضخ فى رمانة و الشيخ زويد ومجمعات الخطوط جنوبالعريش . وكانت شركة "جاسكو" قد شرعت فى إنشاء مقرات للحراسة بجوار محطات البلوف مكونة من غرفة حراسة وبرج مراقبة على أن يتم تزويدها بكاميرات مراقبة، وهو المخطط الذى لم يستكمل حتى الآن . وشهدت المحطات ذاتها حراسة محلية من سكان المناطق لتعويض الغياب الأمنى ولقدرتهم على معرفة تفاصيل المكان والكشف عن أى غرباء فى المنطقة وهو الأمر الذى فشل للمرة السادسة. وتجدر الإشارة إلى أن ضخ الغاز الطبيعي إلى إسرائيل متوقف مند محاولة التفجير قبل الأخيرة فى 14 يوليو/تموز الماضى فى محطة الطويل شرق العريش، بالإضافة إلي أن تصدير الغاز إلى إسرائيل يواجه معارضة شعبية كبيرة في مصر. وتعرض أنبوب تصدير الغاز إلى إسرائيل إلى سلسلة انفجارات في فبراير/ شباط الماضي، كما تم إحباط عدد من محاولات التفجير الأخرى. ويخضع الرئيس المصري السابق حسني مبارك ووزير البترول في عهده سامح فهمي للمحاكمة بتهمة تصدير الغاز إلى إسرائيل بأقل من الأسعار العالمية. ويأتي هذا الإنفجار وسط جو من التوتر بين مصر وإسرائيل، وصل إلى ذروته مع هجوم متظاهرين مصريين على السفارة الإسرائيلية في القاهرة في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.