رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثبت خلال رحلته الأخيرة إلى الأردن وإسرائيل موهبته في إتقان سياسة لي الذراع ورفع الآمال بإحياء جهود السلام بالمنطقة. واستدلت الصحيفة على طرحها في هذا الصدد - من خلال تحليل إخباري أوردته على موقعها الالكتروني - بنجاح أوباما في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتذار لنظيره التركي رجب طيب أردوغان على حادث أسطول الحرية، مما ساهم في رأب الصدع بين الدولتين.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما واصل ممارسة الضغوط على نتنياهو ، حسبما أعلن مسئولون بارزون، وهو ما رفع أهمية إجراء مكالمة هاتفية يوميا أثناء تواجده بالقدس، إلى جانب ذلك واصل أوباما إقناع أردوغان ، السياسي الذي وصفته الصحيفة ب-"الخشن" الذي أقام معه أوباما علاقات جيدة تجمع البلدين منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدة.
وأخيرا، أشارت الصحيفة إلى أن أوباما تمكن من إجراء مكالمة هاتفية، لعب فيها دور الوسيط، بين أردوغان ونتنياهو؛ حيث اعتذر الأخير عن الهجوم الإسرائيلي على سفن كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة عام 2010 ما أدى إلى مقتل تسعة أتراك.
وقالت الصحيفة "إنه بالنسبة للمحللين بالشرق الأوسط، يتجلى الآن السؤال حول ما إذا سيتمسك أوباما بذات الإصرار والانخراط الشخصي من أجل التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي أشاد به بشكل كبير خلال خطابه في إسرائيل يوم الخميس الماضي".
وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك قوله "إن أوباما كان فعالا للغاية في الضغط من أجل السلام على نحو تمكن خلاله من رفع التوقعات إلى السماء بشأن عزمه بالفعل على القيام بذلك"، مضيفا أنه إذا كان أوباما يدرك حقا أن السلام أمرا ممكنا، فعليه بصفته رئيس أمريكا فعل شيء لتحقيق ذلك.
ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أحد مسئولي الإدارة الأمريكية قوله "إن الخطوة القادمة في عملية السلام تتمثل في وضع تدابير من شأنها استعاده الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والسماح لهما بالتفاوض حول قضايا مشتركة من بينها بحث سبل إطلاق سراح السجناء أو موافقة إسرائيل على الحد من بناء المستوطنات".
وتابعت "نيويورك تايمز" القول إن التفاوض من أجل التوصل لاتفاق ينهي واحدة من أكثر المشاكل الدولية تعقيدا يعد أصعب من مجرد التحدث إلى زعيمين متناحرين وتوصيلهما عبر مكالمة هاتفية.
وأضافت "أن الدبلوماسية في الشرق الأوسط وضعت حتى الرؤساء الذين كانوا يشتهرون بالمتانة والقدرة على الجمع بين الخصوم في موقف محرج".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أوباما لا يزال يبدو أكثر ميلا إلى العمل من الباطن مع وزير خارجيته جون كيري، الذي لم يهدر الوقت عندما كان رئيسه يقوم بجولة سياحية في الأردن وقام بالتحضير لاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل توجهه إلى إسرائيل للعشاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.