رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فكرة شن حرب برية من جانب القوات الإسرائيلية ضد غزة هي خطوة من شأنها تصعيد وتيرة العنف بين الجانبين وارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين، لكنها في الوقت ذاته تصب في صالح حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وتلحق المزيد من الضرر بموقف إسرائيل في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أنه رغم التأكيدات الفورية والمباشرة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية الصادرة من غزة، إلا أن المسئولين في الإدارة حثوا السلطات الإسرائيلية سريًا بعدم توسيع نطاق الصراع، لأنها ستكون الخطوة الإيجابية لجانب الفلسطينيين ومن خلالها ستستفيد حماس كثيرًا وستحظى بدعم عالمي وإقليمي. وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تخشى عواقب هذا الصراع الذي طال أمده، مؤكدة أنه من شأنه أن يتلف العلاقات الهشة التي تجمع إسرائيل بكل من مصر والأردن في الوقت الذي تتعرض فيه حكومات تلك الدول بضغوط شعبية تطالب بتجميد العلاقات مع الجانب الصهيوني ودعم المقاومة الفلسطينية وحركة حماس للدفاع عن أراضيها. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" سعى من خلال مكالمة تليفونية أول أمس الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بتهدئة الموقف وتخفيف وتيرة العنف بين الجانبين. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية اختلفت بشكل جذري عن تلك التي كانت حليفة وتابعة لأمريكا وإسرائيل، مؤكدة أن ذلك البلد لم يعد مصر مبارك الذي وقف لعقود طويلة بجانب إسرائيل لكبح جماح "حماس" ضد الرأي العام في الداخل. واستطردت الصحيفة أن توسيع الصراع بين إسرائيل وغزة أثار مخاوف أمريكا من أن تهدد اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل باعتبارها محور الاستقرار في المنطقة، وهو الأمر الذي سيهدد مصالح ونفوذ أمريكا في المنطقة. ومن جانبه، قال "مارتن انديك" السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "إن الرئيس المصري "محمد مرسي" يسعى حقًا وبكل جدية إلى تهدئة الأوضاع بين غزة وإسرائيل لأنه لو أراد أن يستغل الموقف لتفكيك اتفاقية السلام المبرمة بين بلاده وإسرائيل فإن الوقت هو المناسب لهذا العمل، لكنه يحاول تهدئة غضب الشعب في البلاد".