توقع كاتب أمريكي أن يعتمد الإخوان المسلمين في مصر على إستراتيجيتين للسيطرة على البلاد، من خلال قتل البيروقراطية، والاستيلاء على مجلس النواب القادم، غير أن الكاتب يرى سعي الإخوان الأحادي تجاه السلطة حفز بخلق مقاومة خطيرة لحكمهم؛ ساعد في زعزعة الاستقرار في البلاد. قال " اريك تراجر " العضو في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن جماعة الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى أعلى كتلة سياسية في مصر فإنها تفعل ما يمكنها للبقاء هناك، ولكن بالرغم من قوتهم السياسية فإنها لا تمارس عمليًا أي سيطرة.
أوضح " تراجر " في مقالته المنشورة بمجلة " فورين بوليسي " الأمريكية أن سعي الإخوان الأحادي تجاه السلطة حفز من حدوث مقاومة خطيرة لحكمهم وهذا ساهم في زعزعة الاستقرار في البلاد، ولكن لم تظهر الجماعة أي إشارة على تغيير المسار مؤمنين كما يبدو أن المزيد من تعزيز قوتها هي الطريقة الوحيدة لإحباط ما تراه بأنه مؤامرة واسعة ضد حكمها.
أشار " تراجر " أن الإخوان من المتوقع أن يعتمدوا على إستراتيجيتين في محاولتهم للسيطرة وهما أولا تجنب الأجهزة البيروقراطية التي تشرف عليها الآن، مضيفًا ما صرح به " أسامة ياسين " وزير الشباب بأنهم يعملون من أجل قتل البيروقراطية التي تعد العدو الأول لكل المبادرات التنموية، شارحًا أنه ينتوي خلق وزارة بدون أسوار تقوم فيها الوزارة بتطويق مؤسساتها لتتمكن خدماتها من الذهاب إلى الشباب مباشرة أو المنظمات غير الحكومية ذات الصلة.
كما نفى " ياسين " أن هذه الخدمات سيتم تقديمها من خلال القنوات التي يتحكم فيها الإخوان لتحقيق طموحات منظمته السياسية الأم، ولكن يقول " تراجر " أنه مع ذلك فإن أداء الإخوان في الوزارات الأخرى يقترح أن هذه هي طريقة عملهم، مؤكدًا أن محاولات استخدام الإخوان لشبكاتهم الخاصة بدلا من مؤسسات الدولة من الممكن أن يعزز من قوة الجماعة في المدى القصير، ولكن في المدى الطويل فإن هذه الإستراتيجية تعد بتقويض المؤسسات الرسمية و بالتالي إضعاف سيطرة الإخوان.
أما الإستراتيجية الثانية كما يوضحها " تراجر " هي أن يستمر الإخوان في محاولتهم في جمع السلطة عبر الانتخابات البرلمانية القادمة على الافتراض بأن نصرًا جديدًا سوف يدعم " شرعيتها " وبالتالي يعزز من سيطرتها، مشيرًا إلى ما قاله " عباس عبد العزيز " ، الذي تم تعينه من قبل الرئيس " محمد مرسي " في مجلس الشورى ، أن الشعب المصري معجب بالإخوان و يحترمهم " إن تاريخنا معروف وحتى الآن ليس هناك خيار أخر "
قال " تراجر " أن قادة الإخوان لديهم إصرار على أن مصر يمكنها وقف استنزاف احتياطاتها النقدية عبر التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية وكبح الفساد، ساردًا تصريحات " محمد نصر " ، عضو في الإخوان عمل مع البنك الدولي التي أكد فيها أن الأمر لا يتعلق فقط بالدعم، فالشعب سوف يرغب في رؤية مثل هذا القطع، ولكن يجب عليهم رؤية مكافحة الفساد.
كما أضاف " تراجر " أن قادة الإخوان يقدمون وعودًا بأنهم سوف يكونوا على استعداد لاتخاذ " خطوات قاسية " مثل قطع الدعم أو زيادة الضرائب ولكن فقط بعد انتخابات البرلمان، يوضح " نصر " أنه من أجل عرض هذه الإجراءات على الشعب هناك حاجة لتمريرها ومناقشتها عبر البرلمان.
يرى " تراجر " أن الدولة ، ومع احتمالية ألا تحصل على برلمان جديد قبل نهاية الصيف ، فإن الوقت ينفد منها قبل أن يتحول التدهور الاقتصادي إلى أزمة، وحتى مع انتخاب البرلمان فمن الصعب تخيل وصول الإخوان عبر الممر لبناء هذا النوع من التوافق السياسي واسع النطاق الذي يقولون أنه ضروري لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية الصعبة الضرورية.
أضاف " تراجر " أنه لا يهم عدد الانتخابات التي سوف يفوز بها الإخوان أو المناصب السياسية التي سوف يقومون بجمعها فمن المحتمل أن يستمرون في رؤية أنفسهم مشاركين في صراعين أحدهما تاريخي ضد النظام القديم والآخر في الوقت الحالي ضد المعارضين غير الإسلاميين، ومن ثم فبدلا من اتخاذ القرارات القاسية وغير المحبوبة سياسيًا من المحتمل أن تستمر في التركيز على تعزيز القوة.
في النهاية أكد " تراجر " أن حكم الإخوان الضعيف لمصر ورفض بناء توافق سياسي يجعل البلاد أقرب إلى الفوضى يومًا بعد يوم.