اتهم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني اطرافا في بغداد ، لم يسمها، بمحاولة "تهميش الأكراد وإبعادهم عن الحياة السياسية"، في أحدث إشارة للخلاف بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإفليم الذي يتمتع بحكم ذاتي. ونقلت قناة "سكاي نيوز" عربية عن برزاني، خلال أعمال المؤتمر الدولي "للتعريف بالإبادة الجماعية بحق الأكراد"، الخميس، إن "البعض ينظرون للأكراد على أنهم مكون ثانوي في المجتمع العراقي".
وخير برزاني الحكومة المركزية في بغداد بين عقد شراكة "حقيقية" أو أن يسلك كل طرف "الطريق الذي يراه مناسبا". وتساءل: "هل نحن شركاء وحلفاء أم لا؟ لماذا لسنا شركاء حتى الآن؟ وإذا كان الأمر يتعلق بالتبعية فنحن لا نقبل التبعية".
ويعقد هذا المؤتمر الذي يحمل عنوان "من الدموع إلى الأمل"، ويستمر ثلاثة أيام، برعاية برزاني وبحضور كبار المسؤولين في الإقليم وممثلين عن الحكومة العراقية والقوى والكتل والأحزاب السياسية العراقية، بينهم وزير الخارجية هوشيار زيباري وهو كردي، فضلا عن ممثلين عن دول ومنظمات عربية ودولية.
وتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الخامسة والعشرين لعملية قصف مدينة حلبجة، إحدى مدن محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، بالأسلحة الكيمياوية في ثمانينات القرن الماضي من عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وقاطع النواب الأكراد، الخميس الماضي، جلسة البرلمان للتصويت على الموازنة العامة للبلاد بسبب خلافات مع الحكومة المركزية في بغداد يدور أبرزها حول مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في إقليم كردستان.
وأوقف الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي مرات عدة ضخ صادراته النفطية عبر خط التصدير الرئيسي للبلاد، بسبب عدم دفع الحكومة المركزية مستحقات الشركات الأجنبية العاملة هناك.
ويمثل هذا الخلاف فصلا جديدا في سلسلة الخلافات بين الإقليم الكردي والحكومة في بغداد، جزءا من الأزمة السياسية العامة التي تعيشها البلاد منذ الانسحاب العسكري الأميركي نهاية 2011.
وأشار برزاني الذي ارتدى الزي التقليدي الكردي، إلى أن العراق وبعد عشر سنوات من إسقاط نظامه السابق، يعيش "أزمة حقيقية على كل الأصعدة، سببها الرئيس عدم الالتزام بالدستور".
ويتهم برزاني ومعه أطراف سياسية أخرى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ب"التسلط والتفرد بالحكم"، علما أن خصوم المالكي حاولوا في السابق سحب الثقة منه في البرلمان من دون أن ينجحوا في ذلك.