أعلن مبعوث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى مالي ومنطقة الساحل جبريل باسولي أن المنظمة تسعى لتصحيح صورة الإسلام، وحماية الشعب المالي، وخلق الأساس للحوار، داعيا في الوقت نفسه الجماعات المسلحة للنأي بنفسها عن الأنشطة الإرهابية. وقال باسولي، في تصريحات له عقب اجتماعه اليوم في جدة مع الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامى أكمل الدين إحسان أوغلى، إن التدخل العسكري وحده لن يحل المشكلة، مؤكدا حاجة الماليين إلى مساعدات من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وشدد في هذا السياق على أن إحدى العناصر الأساسية للأزمة تكمن في استفحال الفقر في البلاد.
وعقد إحسان أوغلى وباسولي جلسة مباحثات تبادل خلالها الطرفان وجهات النظر إزاء الأزمة الحالية في مالي، وبخاصة الطرق والوسائل اللازمة للوصول إلى الاستقرار في البلاد، وتسهيل البدء بعملية حوار بين الأطراف المعنية، وسبل دعم الحكومة الانتقالية هناك.
وأطلع المبعوث الخاص، الأمين العام على آخر التطورات في مالي وبخاصة الوضع في شمال البلاد، واستمرار العمليات العسكرية ضد الإرهابيين.
من جهته، أعاد إحسان أوغلى التأكيد على موقف المنظمة الثابت إزاء احترام وحدة وسيادة مالي، وضرورة تقديم كل الدعم لها. وطلب من باسولي القيام بما يلزم من أجل قيادة جهود المنظمة نحو إيجاد حل للصراع ووضع إستراتيجية للتركيز على جذور النزاع، مشددا على ضرورة أن يقدم المبعوث الخاص للمنظمة الصورة الصحيحة للإسلام.
وقال مبعوث منظمة التعاون الإسلامي إلى منطقة الصحراء في تصريحات صحفية عقب لقائه الأمين العام للمنظمة، أن منظمة التعاون الإسلامي قادرة على القيام بدور أساسي في الصراع المحتدم في مالي، لسببين، الأول يكمن في أن مالي، والدول المحيطة بها، جميعها أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والثاني لأن جماعات إرهابية هناك تدعي انتماءها إلى الإسلام، مؤكدا على ضرورة ألا تعطي المنظمة الفرصة لهؤلاء لأن يقدموا أعمالهم باسم الإسلام.
وعلى هذا النحو قال باسولي إن المنظمة تستطيع أن تعمل عبر تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، والمضي في عملية مصالحة، مضيفا بأنه سوف يبذل كل ما في وسعه، من خلال موقعه، لتصحيح صورة الإسلام، وحماية الشعب المالي. وقال إن المنظمة سوف تسعى إلى خلق الأساس للحوار، مستثنيا الجماعات الإرهابية من أي حوار متوقع، وداعيا في الوقت نفسه الجماعات المسلحة النأي بنفسها عن الأنشطة الإرهابية.