قالت صحيفة « نيويورك تايمز» الأمريكية أن بعض أهالي بورسعيد يعتبرون أن الانقلاب العسكري هو الأمل الأخير لاستعادة الأمن، بينما يرى البعض الآخر ان العودة الى الحكم العسكرى لن يكون الحل الأمثل والأمل المنشود الذى ينتظره الشعب المصرى. أوضح « أحمد عبد الفتاح » , 50 عام , أن الحكم العسكري كان سيئًا ولكنه سيكون أفضل من الوضع الحالي، متسائلا عن اختفاء الدولة ووزارة الداخلية والحكومة وعن القرارات التي تحمي مصالح الشعب، مؤكدًا « يجب على الجيش تولي الأمر حتى تصبح الشرطة مستعدة للقيام بدورها ».
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن مثل هذه المطالبات ليست منتشرة ولا يوجد تهديد قوى بانقلاب عسكري وشيك ، إلا أن الشائعات المتزايدة بأن تدخل الجيش ربما يكون الحل الوحيد لمنع انهيار الأمن العام يمكن الاستماع إليها داخل المدينة خاصة في الدوائر المعارضة للإسلاميين الذين قاموا بالهيمنة على الانتخابات بعد تنحي الرئيس السابق « حسني مبارك ».
كما وصفت الصحيفة المشاعر داخل المدينة والتي تم التعبير عنها من خلال لافتات مدون عليها « بورسعيد في حماية الجيش » موقعة باسم « أهل بورسعيد »، كما قام الجيش بتعليق لافتات ظهرت كأنها تقف بجوار المواطنين ضد الشعب، فكتب عليها « إن القوات المسلحة تشارك الحزن الشعبي لشهداء بورسعيد »
قالت الصحيفة أنه في لقاءات ومناقشات موسعة أعطى المواطنون الغاضبون أسباب مختلفة لرفضهم تحدي الجنود، فالبعض كان شاكرًا لأن تولي الجيش أنهى الاشتباكات المميتة، والبعض الآخر يخشي من الجيش بأسلحته الثقيلة وقواته المحترفة أكثر من خوفهم من الشرطة، البعض كان يشعر بنفاذ الصبر لعدم تولي الجيش للسلطة في جميع أنحاء البلاد.
واعترف « محمد الجاباوي », 26 عام , بالتضارب في المطالبة بانقلاب عسكري بعد أشهر من المطالبة بخروج قادة الجيش، معربًا عن آماله في « عبد الفتاح السيسي » وزير الدفاع الجديد الذي أوضح عدم رغبته في سلطة سياسية دائمة.
أشارت الصحيفة أيضًا إلى أنه عندما وصل « أحمد واصفي » المعني بالعمليات العسكرية في بورسعيد إلى هناك مساء الجمعة الماضية رحب الحشد به وسألوه « ماذا تنتظر ؟ »، إلا أنه أوضح أن الجيش جاء لتأمين المنطقة وليس لكي تحل محل الشرطة.
ولكنه ظهر قليلا مثل رئيس بلدية يقوم بتجنيد المتطوعين المدنيين للمساعدة في استعادة النظام وتنظيف الحطام، قائلا « أريد لبورسعيد أن تبدو كعروسة الليلة »، مشددًا على أهمية عدم إغلاق المحلات وعودة الشعب والأفراح مرة أخرى قائلا « يجب أن تعود الحياة .. يجب أن يرى الشعب ما هي بورسعيد ».