أصدرت لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين تقريرها لقراءة مشهد انتخابات التجديد النصفي للنقابة المقرر إجرائها يوم الجمعة المقبلة ، و أوضحت اللجنة أنه مع انسحاب النقيب الحالي ممدوح الولي من خوض الانتخابات، و على الرغم من إعلانه سبب انسحابه وهو كثرة انشغالاته في الأهرام ، إلا أن البعض يعتقد أن السبب الحقيقي هو تخلى الإخوان عما سبق أن وعدوه به، من زيادة البدل والمعاش إلى 1200 جنيه ، و هذا ما ظهر في تعثر المعاش وأصبح الأمل في زيادة البدل صعب وان تمت زيادته فلن تكون بالزيادة التي وعد بها الولي على الإطلاق، علماً بأن هذا سوف يتسبب في أزمة إنسانية لقطاع كبير من الصحفيين حيث رتبوا حياتهم على هذه الزيادة بل وحصلوا على قروض وارتبطوا بمشتريات وغيرها على أساس زيادة البدل. و حول المرشحين على منصب النقيب في انتخابات التجديد النصفي، أوضحت اللجنة أن أبرز الاتهامات الموجهة للمرشح عبد المحسن سلامة، هو حسبانه على الحزب الوطني، وأن لجنة القيد في عهده ضمت العديد ممن لا يصلحون للمهنة، بينما يأتي الدفاع بأنه أكثر من تعرض للذبح من الحزب الوطني بسكين بارد، حتى أنهم لم يتركوه وشأنه في انتخابات البرلمان الأخيرة، قبل الثورة بل أسقطوه عن عمد.
أما أهم ما يحسب لعبد المحسن سلامة -وهو من واقع فترة توليه موقعه بمجلس النقابة- أن مكتبه كان مفتوحًا في كل وقت ولكل صحفي، وكانت علاقاته متوازنة مع جميع الاتجاهات التي تفرضها السياسة على النقابة.
و فيما يخص المرشح ضياء رشوان، فأبرز الاتهامات أو الانتقادات الموجهة إليه أنه قد يكون متلونا، فسبق أن قيل أنه إخوان وأعلن انه ناصري وخاض انتخابات على قائمة التجمع، بل قيل إنه على علاقة حميمة بالحزب الوطني، فأي موقع كبير بالأهرام لابد أن يكون وراءه الحزب أو الأمن.
وفى انتقادات الموجهة لرشوان في الشأن النقابي أن المشروع الذي أعلن عنه وقت خوضه الانتخابات السابقة وهو مشروع إسكان "ضي القمر" كان به عيوب إلى درجة وجود محام يحصل على سمسرة من كل متقدم لحجز شقة.
و سعت اللجنة لإعطاء تصور مستقبلي للعملية التصويتيه حيث أوضحت أنه رغم عدم حسم مؤسسة الأهرام لصالح مرشح بعينه إلا أنه من الواضح أن غالبية الأصوات بالأهرام لصالح عبد المحسن سلامة بدرجة أعلى من ضياء وذلك من خلال مشاهد الانتخابات السابقة لكلٍ منهما، حتى مع الاختلاف في بعض الظروف، وإن كان من الطبيعي أن يعتمد ضياء على بعض أصحاب نفس الانتماء السياسي -أو من يدّعون ذلك- وبالتالي سيكون اعتماده بشكل أكبر على أحمد النجار وهشام يونس وعلاء ثابت على سبيل المثال.
كما أن فرصة عبد المحسن أكبر في مؤسسات حكومية أو قومية كبرى، خاصة في الأخبار والجمهورية، وبالطبع يعتمد ضياء على أنصاره من نفس التيار مثل أحمد طه النقر في الأخبار.
أما المؤسسات القومية الأخرى فنعتقد أن فرصة عبد المحسن أكبر في دار الهلال بينما فرص ضياء أكبر في روز اليوسف والوكالة.
أما عن الصحف الحزبية فنعتقد أن فرصة عبد المحسن أكبر في صحف كبيرة مثل الوفد والمصري اليوم والأحرار وبعض الصحف الحزبية الصغيرة، بينما فرصة ضياء أكبر في صحف مثل الأهالي والأسبوع والعربي واليوم السابع والتحرير، وأيضا بعض الصحف الصغيرة خاصة المرتبطة ب جمال فهمي وكارم محمود.
أما عن المساندة السياسية فنعتقد أن من يريدون نقابة لا تغرق أو تستغرق في السياسة والحزبية فإنهم يميلون إلى عبد المحسن وكذلك المنتمين للإخوان بحكم العداء التقليدي مع الناصريين والسياسيين.
بينما يعتمد ضياء بشكل كبير على التيار الناصري واليساري والقومي وعلى علاقات أنصاره والذين حصدوا له أصوات سابقة حتى انه اضطر للتنازل في الانتخابات التالية أمام يحيي قلاش حرصا على عدم فقد علاقته بهم.
أما عبد المحسن سلامة فقد خاض آخر انتخابات وكانت على عضوية المجلس وحصد على اصوات هائلة، بينما آخر انتخابات خاضها ضياء رشوان كانت ضد النقيب مكرم محمد احمد -بما كان له من مكانة واسعة- كاد ضياء أن يخطف الفوز من الجولة الأولى، حتى أن النظام تدخل بكل ثقله لإنجاح مكرم في جولة الإعادة.
و حول التقسيم السياسي للمرشحين أشارت اللجنة إلى أن الإخوان أو التيار الإسلامي بصفة عامة تركوا الساحة خالية لأول مرة رغم وجود فرص حقيقية للفوز مثلما إذا كان الولى حصل على زيادة البدل وتقدم لمنصب النقيب، أو ترشح المعروفين بالناحية الخدمية للعضوية مثل هاني المكاوي، ونعتقد أن عدم الترشح بهذا الشكل الجماعي يؤكد وجود تعليمات عليا من مكتب الإرشاد، وقد يرجع ذلك إلى الهجوم الذي يتعرض له الإخوان في الشارع السياسي، والاكتفاء بالسيطرة على مواقع رؤساء تحرير الصحف سواء بشكل مباشر أو "المؤلفة قلوبهم" ونفس الحال في السيطرة على المجلس الأعلى للصحافة المهيمن -بشكل واقعي- على النقابة.
وتجدر الإشارة إلى وجود مرشحين لا ينتمون للتيار الإسلامي السياسي بشكل مباشر ولكننا نعتقد أن التيار الإسلامي سوف يتعاطف معهم ويؤيدهم ومنهم الزملاء هشام مبارك ونجوى طنطاوي وأسماء الحسيني والعارف بالله.
التيار المنافس والأقوى في الانتخابات الجارية -وفقا للانتماء السياسي- فهو اتجاه الناصريين واليسار بصفة عامة، وقد تسربت أنباء عن وجود قائمة -ونعتقد صحة هذه الأنباء- والقائمة المذكورة تضم كل من كارم محمود وعلاء ثابت وخالد البلشي وحنان فكرى وأسامة داود، مع ترك الاسم السادس خاليا ونعتقد أنه للمناورة وخداع مرشحين آخرين تصادف نفس انتمائهم السياسي ومنهم رامي إبراهيم، علماً بأن أسامة داود أفاد أنه لم يطلب النزول على قائمة، ونعتقد أن هؤلاء سوف يتنبهون للمناورة بهم.
و انتهى تقييم لجنة الأداء النقابي، إلا أن المنافسة الحقيقية على منصب النقيب بين مرشحيْ الأهرام عبد المحسن وضياء، أما الأعضاء فأن المتوقع تقدمهم بفارق كبير يبلغ عددهم 28 بينما يتراجع 21 عن المنافسة الحقيقية أي بنسبة تصل إلى نحو 80% يحصلون على أصوات ضعيفة معظمها تأتى وفقاً لنظرية (حذف الأصوات) وال28 المتوقع لهم التفوق في المنافسة بالطبع سوف يفوز ستة منهم، ولكن في تقديرنا بفارق بسيط عمن يليهم وعددهم لن يزيد عن خمسة، والباقون في المسافة بين الصفوف المتقدمة والمتأخرة.