عُقد اليوم الأحد، الجلسة الثالثة ضمن اليوم الأول من منتدى الاتصال الحكومي، بالشارقة، والتي حملت عنوان "شبكة الاتصال الحكومي: تواصل فعال.. لخطاب موحد" نقاشات هامة قدم المشاركون خلالها رؤى قيمة حول الاستراتيجيات والأدوات اللازمة لتحقيق تواصل فعال داخل المؤسسات الحكومية. وعمدت الجلسة إلى التعريف بالاستراتيجيات الواضحة التي تعتمد على الأسلوب الاستباقي في التواصل، والاستفادة من الخبرات العالمية لمعرفة أفضل الأدوات لتحقيق تواصل فعال بين الدوائر الحكومية، إضافة إلى تحديد المشاكل التي تواجه المؤسسات والهيئات الحكومية في الوطن العربي في مجال التخطيط الاستراتيجي.
وسلطت جلسة النقاش الضوء على ضرورة تحديث وسائل الاتصال مع الجمهور بشكل دوري، وتضمنت نخبة رفيعة المستوى من المتحدثين ذوي الخبرات الواسعة محلياً وعالمياً، بمن في ذلك لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومها الخطيب، وزيرة السياحة والآثار السابقة في المملكة الأردنية الهاشمية وعضو مجلس أعيان سابق، والسيد جوردون غوندرو، المتحدث السابق لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، والسيدة نورة الكعبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي.
أدار الجلسة تركي الدخيل، مقدم برنامج إضاءات على قناة العربية، وقدم في بداية الجلسة لمحة حول الوضع الراهن في المؤسسات الحكومية، حيث أن عددا لا بأس به من الهيئات والوزارات والمؤسسات الحكومية العربية لا تملك برامج اتصال إستراتيجية كافية ولا تعتمد على الأدوات الفعالة للتواصل الحقيقي مع مواطنيها وجمهورها.
واستعرضت لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية في دولة الإمارات خلاصة تجربتها في العمل الحكومي مشيرة إلى أن: "دولة الإمارات تعد من الدول السباقة في مجال التواصل الحكومي، بفضل الرؤية الواعية والحكيمة لقادتنا والتي تسعى إلى تأسيس هيئات حكومية تقدم خدمات راقية للمواطنين". وأشادت معالي الوزيرة بآليات العمل الحكومي في الإمارات، حيث تطبق نظام الرقابة المستمرة على العاملين والوزراء عبر تقييمات دورية وتقارير عن عملهم، وكل ذلك من أجل خدمة وراحة المواطن.
وأضافت: "هناك نوعان لتواصل الحكومات، الأول يكون عبر شخصيات وأفراد في الهيئات الحكومية، والآخر عبر تواصل الهيئات الحكومية مع المؤسسات الخاصة والهيئات الأخرى. وتطرقت إلى كيفية وضع الاستراتيجيات وتطبيقها، حيث تقوم الحكومة الاتحادية بوضع إستراتيجية مبنية على تقييمات مسبقة ثم تتواصل مع المؤسسات الحكومية المحلية في مختلف قطاعاتها لتبدأ بتطبيقها، مع الإشراف على عملية التنفيذ عبر زيارات يجريها ممثلي الحكومة الاتحادية لهذه المؤسسات.
وفي معرض حديثها عن الخطط الاستباقية، أشارت معالي الوزيرة إلى أهمية إيصال المعلومة بطريقة سليمة ووضعها بشفافية وتوضيح الحقائق إضافة إلى أهمية سرعة الرد على المواضيع الحساسة.
وتعد الشيخة لبنى أول امرأة في الإمارات تتسلم حقيبة وزارية وذلك بعد توليها منصب وزيرة الاقتصاد في دولة الإمارات، كما شغلت عام 2001 منصب رئيس الفريق التنفيذي في حكومة دبي الإلكترونية، ومنصب الرئيس التنفيذي لشركة "تجاري"، التي أصبحت تحت قيادتها أبرز الأسواق الإلكترونية التجارية في الأسواق الناشئة، وتتسلم الشيخة لبنى حالياً منصب عضو مجلس إدارة هذه الشركة.
وقبل أن ترأس "تجاري"، شغلت منصب المدير المسؤول عن إدارة أنظمة المعلومات في سلطة موانئ دبي، كما تولت قبل ذلك منصب مدير فرع دبي في الهيئة العامة للمعلومات، المختصة بتطبيق أتمتة نظم الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات.
وبدورها قالت مها الخطيب، وزيرة السياحة والآثار السابقة في المملكة الأردنية الهاشمية وعضو مجلس أعيان سابق:" إن المشكلة الرئيسية في عملية التواصل هي عملية التنفيذ وليس التخطيط، حيث في معظم الأحيان لا يكون هناك موارد كافية للوزارات لتنفيذ الخطة، كما يتم في أغلب الأوقات اقتطاع ميزانية إدارات التواصل في هذه الحكومات بسبب قلة الموارد"، وأوضحت الوزيرة أن الاتصال الناجح يكمن في وجود فعل ناجح وأن على الرسالة الموجهة أن تكون واضحة وتعبر عن رؤية الدولة بوجود رقابة ومساءلة دورية، وشددت على أهمية نشر الوعي عند المواطنين حول دورهم في عملية الرقابة، حيث أنه عند تهميش رأي المواطن تعمل الحكومات على بناء عدم الثقة وبالتالي لا يمكن تحقيق عملية الاتصال والتواصل.
تمتلك مها الخطيب خبرة واسعة في مجالات إعادة الهيكلة التنظيمية والسياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي، حيث شغلت سابقاً منصب وزيرة السياحة والآثار (2007-2010)، وكانت عضواً في مجلس الأعيان (2010-2012)، ومدير عام "مؤسسة نهر الأردن" (2000-2007) ومستشارة لجلالة الملكة رانيا العبد الله، كما تقلدت الخطيب العديد من المناصب العليا خلال مسيرتها الطويلة، بما في ذلك مدير برنامج إصلاح القطاع العام الأردني (1999-2000).
وبدوره قال جوردون غوندرو، المتحدث السابق لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: " يجب التركيز على أهمية التنسيق بين جميع الوزارات وذلك بهدف إرسال رسائل موحدة وبناء سياسة واضحة حتى في الرسائل المغردة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي" وأوضح جوردون غوندرو أن الاتصال يصبح مستحيلا حتى بوجود رسائل موحدة إذا كانت الحكومة بحد ذاتها غير موحدة.
ويشغل غوردون جوندرو منصب نائب رئيس "أبكو العالمية" في واشنطن، وتتركز مهامه في إدارة الاتصالات المؤسسية والعلاقات الإعلامية والشؤون الحكومية، كما عمل جوندرو كمتحدث باسم "مجلس الأمن القومي" ونائب للسكرتير الصحفي للبيت الأبيض، حيث كان يقدم استشارات إستراتيجية متعلقة بالاتصال، ويعمل كمنسق للشؤون العامة المشتركة بين الوكالات الحكومية، كما كان مسؤولاً عن توصيل رسائل الحكومة الأمريكية فيما يخص قضايا الأمن القومي.
وقالت نورة الكعبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي:" إن الجهات الحكومية لا تختلف كثيرا عن عمل الجهات الخاصة فلكليهما زبون والزبون غالبا ما يكون على حق فعليهم التواصل معه بتناغم وخطاب موحد وسياسات واضحة" وشرحت نورة الكعبي دور الحكومات والأفراد والشخصيات البارزة داخل الهيئات في عملية التواصل سواء كان ذلك عبر الوسائل التقليدية أو الحديثة وشددت على أهمية الاستعداد لمرحلة ما بعد الاتصال الاجتماعي، وفي دور إمارة أبوظبي قالت نورة الكعبي: "أيقتنت إمارة أبوظبي أهمية الاتصال الحكومي وعملت على تأسيس مكتب للاتصال يسعى لتحقيق رؤية أبوظبي لعام 2030 عبر الهيئات والإدارات الحكومية، ويعمل المكتب على إصدار أوامر تهدف إلى إيصال رسائل الحكومة وتوضح أهمية المشاريع التي تقوم بها الدولة."
وتشغل نورة الكعبي منصب الرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي twofour54، المبادرة التي تهدف إلى تطوير وسائل الإعلام المحلية المستدامة والصناعات الإبداعية لدولة الإمارات والمنطقة، كما تشغل عضوية عدد من مجالس الإدارات كشركة أبوظبي للإعلام، غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إيمج نيشن، ومجلس أبوظبي الرياضي.
وتستمر فعاليات الدورة الثانية لمنتدى الاتصال الحكومي حتى 25 فبراير 2013. وكان مركز الشارقة الإعلامي قد أطلق الدورة الأولى لمنتدى الاتصال الحكومي في فبراير من العام الماضي 2012 بحضور نخبة من كبار الشخصيات السياسية والإعلامية العالمية.
ويعد منتدى الاتصال الحكومي الأول من نوعه على مستوى المنطقة، الذي يقام سنويا تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف تطوير آليات الاتصال الحكومي في المنطقة والخروج بمنظومة جديدة في فكر الاتصال الحكومي تستفيد منها المؤسسات الحكومية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية بشكل عام.
ويستقطب المنتدى كبار الشخصيات السياسية والإعلامية من قادة الفكر والرأي من جميع أنحاء العالم، ويساهم بشكل فعال في طرح معلومات متميزة في مجال الاتصال الحكومي لتصبح في متناول الباحثين لتزودهم بالمعرفة في مجال الإعلام في المؤسسات الحكومية.