يستضيف جاليري "المشربية" للفن المعاصر معرضين، الأول بعنوان "سحب للبيع" للفنان كزافييه بيوجمارتي، والذي يستمر حتى 14 مارس المقبل. أما المعرض الثاني فهو للفنانة هالة أبو شادي تحت عنوان "على أرض غابتي" والذي يبدأ عقب انتهاء معرض كزافييه، ويفتتح في 17 مارس في تمام الساعة السابعة مساء لينتهي في 11 أبريل من العام ذاته. أما عن المعرض الأول فيعد نموذجا للأزمة الحالية، تطلب من الفنان التفكير في استراتيجيات جديدة لكي يكون تركيزه في المجال الفني، وأكثر من مثير للعواطف ينشأ حول الشبكات الاجتماعية، والحقول الحقيقية للنشاط الاجتماعي والثقافي. ويصاب "بيوجمارتي" فنان موقع التواص الاجتماعي "فيس بوك" بالتعب من العمل في الرسم في الاستوديو الخاص به، ولكن مع وجود فرصة صغيرة لإظهار عمله قرر أن يستخدم هذه المساحة كمعرض افتراضي ومتحف تخيلي لتمرير أعماله ومناظره الطبيعية، مع سموات ملبدة بالغيوم، جميلة وبلاستيكية، تبدو أحيانًا كأنها سحرية، ويظهر أحيانًا "كوسميك" - الشخصية التي اخترعها بنفسه - غير موقر وصفيق، والتي من خلالها يعبر بها عن نفسه. ويعيش "كوسميك" مثل مخترعه بين برشلونه ومصر، ويحب مشاركة المغامرات مع جميع أصدقائه على "الفيس بوك" وهي رحلة جمالية وسياسية، خلق عبرها مجتمعًا فنيًا افتراضيًا. ومع ذلك، فالوضوح العالي للشبكة يناقض إمكانياته الاقتصادية محدودة. وبسبب القلق من أن "كوسميك"، انتقل إلى زملائه وحزنًا من عدم اهتمام أحد بهذه المشكلة، من ثم "إذا لم يكن هناك مالا" أعلن بنفاذ صبره المعتاد "يجب علينا بيع السحب"!. وجاءت الفكرة برؤية نوافذ عرض متاجر القاهرة؛ حيث اكتشفها في بلورات السحب، وقد رسمت بلون خاص جدًا وهو الأبيض الأسباني، وقامت صور هذه السحب التي تشبه تلك التي من لوحاته بإلهامه بخلق "مخزن للسحاب". أما أبو شادي فمعرضها "على أرض غابتي" مشروعًا معقدًا تتعامل فيه مع التراث والقضايا الاجتماعية عميقة الجذور في المجتمعات المختلفة لحوض البحر الأبيض المتوسط، كفهم الدين والوطن والعار والمحرمات ونوع الجنس والواقع وما ورائه. علاوة على ذلك التغيرات الهائلة التي نمر بها والعناصر الثقافية المختلطة الناجمة عن ذلك في عالم متحرك بسرعة. تؤكد الفنانة أن الرموز والصور ولهجات المجتمع المصري قامت بإلهامها، بالإضافة إلى ما سمعته وشاهدته في العامين الماضيين. وقامت باستخدام صور لها ولأصدقائها وأصدقاء لهم إلى جانب صور من "فيس بوك" و"تويتر" ووسائل إعلامية شرق أوسطية بعينها، وعبر الدمج بين المونتاج الفوتوغرافي والفن الصوتي بطريقة هدامة محتملة، يهدف هذا المعرض لعرض مستويات عديدة لما يدعي ب "الواقع البديل".