وعد الرئيس الأرمني سيرج سركسيان الثلاثاء بتحقيق الأمن والاستقرار في بلاده بعد فوزه في انتخابات قال مراقبون دوليون إنها افتقرت إلى منافسة حقيقية. ويواجه سركسيان في ولايته الثانية التي تستمر خمسة أعوام تحديا يتمثل في منع تفاقم التوترات بين بلاده واذربيجان بشأن جيب "ناجورنو قرة باغ" التي قد تؤدي الى حرب جديدة في منطقة جنوب القوقاز التي تحمل فيها خطوط الأنابيب النفط والغاز من بحر قزوين إلى أوروبا.
وأظهرت النتائج الأولية ان سركسيان حصل على 58.6 في المائة من الأصوات في انتخابات يوم الاثنين وهي نسبة تكفي لتجنب عقد جولة إعادة للانتخابات لكن فوزه قوبل من خصومه بادعاءات بحدوث تزوير.
وقال سركسيان البالغ من العمر 58 عاما لأنصاره المبتهجين بفوزه "اختارت أرمينيا الطريق نحو جعل أرمينيا آمنة وإني لسعيد وفخور بحقيقة أن كل فرد من سكان أرمينيا سيسير على ذلك الطريق."
وحصل أقرب منافسي سركسيان وزير الخارجية السابق الأمريكي المولد هافي هوفانيسيان على 37 %.
وقال مراقبون دوليون ان الانتخابات شهدت تحسنا عن الانتخابات الأخيرة في هذه الجمهورية السوفيتية سابقا ومنها انتخابات الرئاسة عام 2008 التي شهدت مقتل عشرة أشخاص.
وقال ممثلون للجمعية البرلمانية بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن الانتخابات كانت سلمية وجيدة التنظيم بشكل عام.
وأضافوا في بيان مكتوب "إلا أن مجال المرشحين المحدود يعني أن الانتخابات افتقرت لمنافسة حقيقية".
وجاء في البيان "المرشحون الذين خاضوا الانتخابات تمكنوا من القيام بحملاتهم في مناخ حر ومن عرض رؤيتهم على الناخبين لكن الحملة الانتخابية فشلت بشكل عام في اجتذاب اهتمام الجماهير".
وقرر العديد من منافسي سركسيان المحتملين عدم خوض الانتخابات خشية التلاعب في نتيجتها لصالح الرئيس.
وزعم حزب التراث الذي ينتمي إليه هوفانيسيان ان بعض الأصوات التي ذهبت إلى مرشحي المعارضة تم إستبعادها. وتجمع زهاء 500 من انصاره في يريفان في وقت متأخر يوم الثلاثاء مطالبين بسركسيان بالتنحي وتعهدوا بالقيام بمزيد من الاحتجاجات لكن لم تقع احداث عنف.
وكان الرئيس سركسيان قد وعد بمواصلة السير على طريق التعافي الاقتصادي في بلاده التي لا سواحل لها على البحر في جنوب منطقة القوقاز وقال قبل الانتخابات انه سيحرص على تحقيق الاستقرار بعد سنوات من الحرب والاضطرابات لكنه لم يقدم اي خطط لإجراء تغييرات كبيرة في السياسات.
ويعد استمرار السلام في منطقة تنقل فيها خطوط الأنابيب النفط والغاز الطبيعي في بحر قزوين إلى أوروبا شاغلا رئيسيا للمستثمرين الأجانب والجيران ولاسيما في ظل العلاقات المشحونة لأرمينيا مع اذربيجان.
وسوف تقوي نتيجة الانتخابات قبضة سركسيان على أرمينيا التي تتاخم ايران وجورجيا وتركيا وأذربيجان في اعقاب فوز حزبه الجمهوري في الانتخابات البرلمانية العام الماضي.