يسود الغموض موقف جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة تجاه المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وثار خلاف علني بين قيادات الجبهة خلال اجتماع عقد اليوم مع قيادات عمالية مستقلة، فيما انتقدت جماعة الإخوان المسلمين موقف الجبهة . وعلمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قيادات بجبهة الإنقاذ اتفقت اليوم السبت مع مجموعة من القيادات العمالية على تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من عبد الغفار شكر، وجورج إسحق، وعاطف مغاورى للتنسيق مع القيادات العمالية بشأن مطالبهم والعمل على التأكيد عليها وضرورة تنفيذها.
جاء ذلك فى ختام اجتماع عقده عدد من القياديين فى جبهة الإنقاذ مع ممثلي النقابات العمالية المستقلة بمركز إعداد القادة بالعجوزة فى وقت سابق من اليوم السبت بهدف التعرف على الموقف من المشهد السياسي الذي تمر به البلاد وموقفهم من خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأكدت مصادر جبهة الإنقاذ الوطني لوكالة أنباء الشرق الأوسط مساء اليوم أن قرارا لم يصدر عن الجبهة حتى الآن بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة على خلاف ما تردد خلال اجتماع قيادات الجبهة مع ممثلي النقابات العمالية المستقلة.
وأكدت المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث للصحافة - أن الموقف الرسمي للجبهة يتحدد فى بيان أو من خلال تصريح واضح عن أحد المتحدثين باسم الجبهة، وهو، حسب قولها، مالم يحدث حتى الآن.
وفيما لم يتسن الوصول إلى أي من المتحدثين باسم جبهة الإنقاذ الوطني، أكد القيادي العمالي كمال أبو عيطة، مؤسس اتحاد العمال المستقل، وجود فجوة متسعة بين جبهة الإنقاذ من جهة،وبين الشارع المصري من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هناك حالة من التردد بين مواقف قيادات الجبهة، وأنها لا تركز على البعدين الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة لعدم تبنيها للحريات النقابية بمصر ضمن حزمة الحريات التي تتبناها.
من ناحيته، انتقد الدكتور أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين ما وصفه بالتضارب فى مواقف جبهة الإنقاذ الوطني تجاه المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال عارف فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط مساء اليوم السبت :" لقد اعتدنا منهم- أي جبهة الإنقاذ- على لغة التصعيد ثم نجدهم يشاركون بعد ذلك".
وأضاف أن جبهة الإنقاذ تشكلت فى نوفمبر الماضي للتصدي للإعلان الدستوري، وبعد أن تم إلغاء الإعلان الدستوري فان السؤال الذي يطرح نفسه حاليا: ما هو السبب فى بقاء واستمرار جبهة الإنقاذ فى ظل ما نراه حاليا من اختلاف فى الرأي والرؤى بين عناصرها المختلفة، مع تقديرنا واحترامنا لحق الجميع فى تشكيل أى جبهات أو أية تنظيمات سياسية أو حزبية".
وأشار الى ان استمرار الجبهة بتشكيلها الحالي سيظل مثارا لخلافات واختلافات فى الرأى، وستظل الآراء التي تصدر عنها متضاربة نتيجة لغياب الرؤية الواضحة، مؤكدا أن من يسعى لحدوث هذا الإرباك السياسي هو الذي يتحمل نتائجه، بينما المسار الديمقراطي مرسوم بكل وضوح، وان الإرادة الشعبية من خلال الدستور تم الاستفتاء عليها .
وأكد أن الانتخابات البرلمانية أحد استحقاقات الاستفتاء على الإرادة الشعبية من خلال الدستور، ومن يقدم مشروعا نافعا للناس سيتم انتخابه وحصوله على الأغلبية بما يؤهله لتشكيل الحكومة، وهذا هو المسار الديمقراطي الواضح أمام الجميع.
وقال عارف أن المشكلة هي أن ميدان التحرير استطاع أن يحرر مصر بأكملها بينما لم ينجح فى تحرير عقول النخبة المصرية مما وصفه ب "أمراض الاستبداد والديكتاتورية" التى ورثتها عن عصر المخلوع حسنى مبارك.