أكد مصدر عسكري مصري، اليوم الخميس، إن قوات الجيش والأمن أغلقت في الأيام القليلة الماضية العديد من الأنفاق الممتدة على الحدود المصرية مع قطاع غزة وذلك عبر إغراقها بالمياه. وقال مصدر عسكري مطلع، لمراسل الأناضول، إن "عمليات إغراق الأنفاق متواصلة وذلك للحد من عمليات التهريب على الحدود".
وأوضح أن عمليات الإغراق شملت قرابة 30 نفقًا حتى الآن، مبينًا أن الهدف منها هو "حماية الحدود المصرية من عمليات التهريب والتسلل بطريقة غير شرعية".
على الجانب الفلسطيني، أفاد أبو محمد برهوم، مالك أحد الأنفاق على الحدود مع مصر، بأن "قوات الشرطة والجيش بدأت منذ أيام حملة ضد الأنفاق أغرقت خلالها جميع الأنفاق التي تقع إلى الشرق من معبر رفح البري إلى جانب عدد آخر من الأنفاق التي تقع إلى الغرب من المعبر".
وذكر أن الأنفاق التي تم إغراقها، اليوم، تستخدم لنقل مواد البناء والمواد الغذائية".
ولفت برهوم إلى أن "السلطات المصرية انتهت من حفر بئر مياه قرب منطقة الأنفاق وتعمل على حفر اثنين آخرين لتسهل عليها مهمة إغراق الأنفاق".
وأضاف "أن الأمن المصري يستخدم مياه الصرف الصحي في كثير من الأحيان لإغراق الأنفاق"، لافتاً إلى أن المياه تعمل على إضعاف بنية الأنفاق وتجعلها آيلة للانهيار في أية لحظة" وهو الأمر الذي نفاه المصدر العسكري للأناضول، قائلاً: "إن القوات المصرية لم تستخدم مياه الصرف الصحي خلال عملية إغراق الأنفاق، لما لهذه المياه من آثار سلبية على حياة المواطنين والبيئة في المناطق المستهدفة".
وبيّن برهوم أن "الأنفاق الواقعة شرق معبر رفح توقفت عن العمل بشكل كامل بالإضافة إلى توقف عدد كبير منها في منطقة "السلام" في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة عن العمل خشية من انهيارها وتعريض حياة العمال للخطر".
من جانبه، قال أحد أمناء الأنفاق على الجانب المصري ويلقب ب"أبو أمير" إن "نقل البضائع عبر الأنفاق غير متوقف الآن لكنه بطيء للغاية وهناك خشية من تكثيف الحملة المصرية عليها خلال الأيام القادمة"، موضحاً أن القوات تشدد من حملتها على الأنفاق الواقعة إلى الشرق من معبر رفح بسبب قربها من الحدود الإسرائيلية.
وأغلقت السلطات المصرية الأنفاق الحدودية مع غزة بعد هجوم عنيف استهدف قوات حرس الحدود في أغسطس من العام الماضي، أسفر عن مقتل 15 جنديًا مصريًا، وعادت الأنفاق للعمل بشكل كامل بعد أكثر من شهر.
وابتكر أهل غزة طريقة حفر أنفاق تحت الأرض تمتد من مدينة رفح جنوب القطاع قاطعة الحدود المصرية إلى مدينة رفح المصرية ، خلال فترة الحصار والاجتياح الإسرائيلية التي يتعرض لها القطاع لجلب البضائع والأغذية والوقود، إضافة لبعض مواد البناء.
وتتباين التقديرات بشأن عدد هذه الأنفاق ما بين المئات وبضعة آلاف.