رأت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن الزخم الثوري الذي تشهده مصر حاليا يقدم خارطة طريق، أو بالأحرى تحذير للجماعات والأحزاب الإسلامية في دول العالم العربي ويحدد مستقبل الإسلام السياسي في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة - في تحليل إخباري على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الاثنين -"إن حركة المعارضة والاحتجاجات التي شهدتها مدن مصرية عدة خلال الأسابيع الأخيرة ضد الرئيس محمد مرسي بالتأكيد أفقدته هو ومن حوله ثقتهم في أن حكم مصر سيكون سلسا ويسيرا".
وأضافت "إن حالة الاستياء داخل مصر وحقيقة أن مرسي فاز بنسبة 51% من أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة يوضحان أن صعود معسكر السنة في منطقة الشرق الأوسط الذي بدا للبعض بأنه صعود مدو ، بات الآن محل جدل واسع وفي مجابهة تحديات جمة".
ورأت أن استمرار جماعة الإخوان المسلمين في سدة الحكم في مصر لأكثر من عقد واحد أمر يصعب الجزم به، وكذلك الحال بالنسبة لحلفائها الإيدلوجيين في كل ليبيا وتونس وسوريا..مشيرة إلى أن هناك حالة ارتباك وتخبط داخل دوائر النفوذ الأمريكية حول إمكانية صعود ديمقراطيات إقليمية تحت قيادة جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين وإمكانية القضاء على الترتيبات الأمنية التي دامت طويلا مع دول الشرق الأوسط، وحتى ما إذا كان يلوح في الأفق عهد جديد من المواجهة بين الدول العربية والغرب.
ونقلت الصحيفة عن تمارا وايتس باحثة بمعهد (بروكينجز) بواشنطن قولها "إن مصير مصر سيؤثر بشكل كبير على مصير المنطقة برمتها ، لذلك فما يحدث فيها يمثل الرهان الأكبر بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما والولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن الصورة التي ارتسمت حول الإخوان في مصر بوصفهم جبهة المعارضة الرئيسية قد تبددت الآن، مستندة في ذلك إلى حالة الغضب والاستياء التي تملكت العديد ممن فقدوا ذويهم خلال التظاهرات التي خرجت على مدار الأسابيع الماضية ضد حكومة الرئيس مرسي.