أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي إنه من غير المتوقع حدوث تغيرات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية بعد تعيين جون كيري في منصب وزير الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون. ونقلت وكالة "قنا" القطرية للأنباء عن لافروف، أن نهج السياسة الخارجية للولايات المتحدة "الرامي إلى الحفاظ على دورها المهيمن على نطاق العالم كله" سيبقى كما هو، لأن توجهه العام لا يتوقف على الشخصيات، لكنه قال إنه سيكون صعبا على الأمريكيين أكثر فأكثر ممارسة هذا النهج لأنهم يواجهون في كل مرة تحديات ليس بوسعهم التصدي لها بمفردهم، وهم مضطرون إلى البحث عن شركاء وتشكيل إئتلافات "وقد تكون هناك تحالفات تشكل لتحقيق هدف واحد، كما هو الحال في العراق وأفغانستان، أو تقوم على أساس تشكيلات موجودة مثل مجموعة الثماني الكبار أو الناتو".
وأضاف أن الإدارة الأمريكيةالجديدة لن تتخلى عن تقديم مصالحها، كما تراها، في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز الجنوبي وفي المناطق المحيطة بروسيا بشكل عام. كما أنها لن تتخلى عن خططها الخاصة بمنظومة الدرع الصاروخية.
واعترف لافروف مع ذلك بأن أسلوب الحوار الأمريكي الروسي تغير بشكل ملحوظ مع تولي أوباما للحكم في البيت الأبيض، ما يعتبر أمرا جيدا، في نظره.
وقال إن علاقاته مع نظيرتيه الأمريكيتين السابقتين كوندوليزا رايس وهيلاري كلينتون كانت جيدة، "لكن المشكلة كانت تكمن في عدم تأثير العامل الشخصي على أفعال الإدارة الأمريكية".
وأضاف ان وزير الخارجية الحالي جون كيري لديه خبرة وهو يصبو الى تحقيق نتيجة. ومضى قائلا "أعتقد أنه سيظهر الطاقة التي تجمعت لديه خلال انتظاره لهذا العمل. وأعرف أنه ينوي زيارة منطقة الشرق الأوسط باعتبارها إحدى الأولويات بالنسبة له".
وأشار لافروف الى أنه اتفق مع نظيره الأمريكي الجديد على عقد لقاء في الأسابيع القريبة. وانه سيتم الإتفاق على تحديد موعد اللقاء ومكانه فيما بعد. وتطرق إلى سياسة روسيا في الشرق الأوسط، مبديا عدم اتفاقه على الإعتقاد القائل بأن موسكو فقدت مواقعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتابع قائلا إنه "خلافا لغالبية الدول الأخرى التي تهتم بالقضية السورية فإننا نتحاور بشكل منتظم مع كافة الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة وجميع فصائل المعارضة، دون استثناء". وأعاد لافروف إلى الأذهان في هذا الصدد أنه التقى مؤخرا في ميونيخ بأحمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف قوى المعارضة السورية.
ثم تطرق إلى الوضع في ليبيا، مشيرا إلى أن روسيا تحاول مساعدة السلطات الجديدة في بسط سيطرتها على أراضي البلاد كلها وذلك عن طريق مجلس الأمن الدولي والبعثة الأممية في ليبيا.
ومن جهة أخرى، ترسل السلطات الليبية إلى الجانب الروسي إشارات مباشرة تفيد بأنها مهتمة باستئناف العمل على تنفيذ المشاريع التي بدأت خلال عهد معمر القذافي. والأمر كذلك فيما يتعلق بمصر.
وعن العلاقات مع العراق قال الوزير الروسي "كنا نعارض بشدة ما فعله الأمريكيون عام 2003 في العراق على رأس قوات التحالف والآن يصل إلينا رئيس الوزراء العراقي ليطور التعاون الاقتصادي ويبحث مسألة تهيئة الظروف المناسبة لعمل شركاتنا للنفط والطاقة في بلاده وقد أبدت بغداد اهتمامها بشراء أسلحتنا".
وشدد على أن موسكو لن تدافع عن مواقفها ومصالحها في المنطقة بإرسال قوات إليها وإعادة تجربة أفغانستان جديدة فيها "أبدا ومهما كان إلا إننا سنحافظ على العلاقات مع بلدان المنطقة كلها ونتعامل مع السلطات الشرعية. وسنتعامل مع المعارضة أيضا على اختلاف فصائلها".
وتابع "بعد الأحداث المأساوية في ليبيا كانوا يقولون لنا إن روسيا خسرت العالم العربي.. لم يحدث ذلك في نهاية المطاف".
وأفاد لافروف أن رئيس "تحالف القوى الوطنية" في ليبيا محمود جبريل سيزور موسكو قريبا.