أعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في حوار أجراه معه التلفزيون الروسي اليوم أن روسيا لن تعيد تجربة أفغانستان للدفاع عن مواقفها في الشرق الأوسط. ولم يتفق لافروف على الإعتقاد القائل بأن روسيا قد فقدت مواقفها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال:"إن الأمر ليس كذلك. وخلافاً لغالبية الدول الأخرى التي تهتم بالقضية السورية فإننا نتحاور بشكل منتظم مع كافة الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة وجميع فصائل المعارضة، دون استثناء". وأعاد لافروف إلى الأذهان أنه التقى مؤخرا في ميونيخ بأحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، وقال:" نحن أقمنا اتصالات مع غيره من ممثلي المعارضة، بما في ذلك المجلس الوطني السوري الذي يعتبر خصماً لا يقبل المساومة مع بشار الأسد والنظام بشكل عام. وليس هناك معارض لم يذكر أنه لا يرى مستقبل وطنه والمنطقة دون أن تشارك روسيا فيه بنشاط. وتهتم هذه البلدان وهؤلاء الساسة بأن يحتفظوا باتصالات متعددة الاتجاهات، وليس بنقطة استناد واحدة ويضمنوا بذلك توازن القوى، لأن الاعتماد على نقطة استناد واحدة لا يؤمن الإستقرار". ثم تطرق لافروف الى الوضع في ليبيا، وأكد أن السلطة الجديدة لا تسيطر على أراضي البلاد كلها. وقال أنه من المهم بالنسبة إلى المنطقة ومصلحة الاستقرار فيها أن تستعيد السيطرة، لكن الأمر يبدو صعبا. وأضاف قائلا :" نحن نحاول مساعدتها في هذا الشأن عن طريق مجلس الأمن الدولي. وتعمل هناك البعثة الأممية على إقامة الجسور بين السلطات المركزية الشرعية المعترف بها وإدارات الأقاليم التي تمثلها قبائل مختلفة. ومن جهة أخرى فإن السلطات الليبية ترسل إلينا إشارات مباشرة تفيد بأنها مهتمة باستئناف العمل على تنفيذ المشاريع التي بدأت خلال عهد معمر القذافي. والأمر كذلك فيما يتعلق بمصر". ثم انتقل الوزير الروسي إلى العراق ليقارن الوضع فيه الآن مع ما هو عليه عام 2003. وقال:" كنا نعارض بشدة ما فعله الأمريكيون عام 2003 حين ترأسوا التحالف. والآن يصل إلينا رئيس الوزراء العراقي ليطور التعاون الاقتصادي ويبحث مسألة تهيئة الظروف المناسبة لعمل شركاتنا للنفط والطاقة في بلاده. وقد أبدت بغداد اهتمامها بشراء أسلحتنا، وهي حكومة وصلت إلى السلطة بواسطة العساكر الأمريكيين". واستطرد لافروف قائلا:"أرد على من يسأل لماذا لا ندافع عن مصالحنا هكذا"؟:" لن ندافع عن مواقفنا بإرسال قوات إلى المنطقة وإعادة تجربة أفغانستان جديدة فيها. أبدا ومهما كان. إلا إننا سنحافظ على العلاقات مع بلدان المنطقة كلها ونتعامل مع السلطات الشرعية. وسنتعامل مع المعارضة وكل فصائلها بحيث يكون عدم الرضا من تولي أسرة واحدة للحكم خلال مدة طويلة أو غياب الحريات المدنية كما هو الحال في الكثير من دول المنطقة (في الملكيات على سبيل المثال) يكون حافزا لتحقيق تحولات تدريجية. أما الثورات فلا تجلب خيرا، كما تدل التجربة على ذلك".