تلقت السوق السوداء لبيع وشراء الدولار في مصر ضربات شديدة ومتتالية بعد اتخاذ البنك المركزي عددا من الإجراءات المتلاحقة منذ بداية الأسبوع الجاري بهدف ضبط سوق الصرف مع تولى هشام رامز منصب محافظ البنك المركزي المصري لمدة أربع سنوات قادمة . وتراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي )السوق السوداء( 15 قرش دفعة واحدة منذ أمس الاثنين ليتراجع سعره من 6.95 جنيه إلى 6.80 جنيه .
وكان سعر الدولار في السوق غير الرسمية قد تجاوز 750 قرشا إبان أحداث العنف التي شهدتها البلاد منذ إحياء الذكرى الثانية للثورة المصرية.
وبدأ البنك المركزي الأسبوع الجاري بإجراءات لمواجهة السوق غير الرسمية بدأها برفع أسعار الفائدة على شهادات الاستثمار الثلاثية بالجنيه المصري في اكبر بنكين عاملين في السوق وهما الأهلي ومصر بنسبة 2 % و1% علي التوالي لتصل إلي 12.50%.
وتبعتها بنوك أخرى في رفع الفائدة ومنها بنك الشركة المصرفية العربية الدولية الذي رفع سعر الفائدة لديه اليوم على شهادة الاستثمار الثلاثية لتصل إلى 13%. والبنك التجاري الدولي ثاني اكبر بنك خاص في البلاد لتصل إلى 11%.
وكان البنك المركزي قد اصدر تعليمات للبنوك بإلغاء الرسوم المفروضة على عمليات شراء الأفراد للدولار التي كانت تقدر ب 2% تم تخفيضها إلى ما يتراوح بين 0.5 % و 1 % .
كما قرر البنك المركزي المصري خفض عدد العطاءات لبيع وشراء الدولار بين البنوك وفقا للآلية الجديدة لتصبح عطاءين فقط في الأسبوع بعد أن كانت ثلاثة.
وتتفاوت قيمة العطاءات في اليوم الواحد ما بين 50 و75 مليون دولار في العطاء الواحد.
وقال مصرفيون أن من بين الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي كذلك قيام مفتشي قطاع الرقابة علي أسواق النقد بحملات مفاجئة للتفتيش علي شركات الصرافة التي يقوم العاملون بها بمضاربات علي سعر الدولار للحد من ارتفاعه.
وقال أحمد الخولى رئيس قطاع الخزانة وإدارة الأموال ببنك التعمير والإسكان المصري" إن البنك المركزي لم يطرح هذا الأسبوع إلا عطاءا واحدا طرحه أمس الاثنين ومن المقرر أن يكون العطاء الثاني غدا الأربعاء " .
وأضاف: " إن سعر الدولار تراجع أمس لأول مرة منذ عدة أسابيع بسبب إلغاء الرسوم المقررة على شراء الدولار للأفراد واستقر سعره اليوم " .
وقال" ان تراجع سعر الدولار بهذا الشكل لا يعنى أن أزمة سوق الصرف قد انتهت لان الدولار مازال غير متوافر لتغطية الطلب التجاري عليه ،فمازال الطلب اكبر من العرض ".
وأوضح " انه لابد من عودة سوق الانتربنك الذي توقف مع بدء العمل بآلية العطاءات الجديدة حتى يتم توفير العملة الأمريكية بالبنوك لتلبية طلبات التجار".
وقال عبد العزيز الصعيدي مدير عام ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية إن الدولار سجل أمس الاثنين بالبنوك أول تراجع في سعره منذ شهر بمقدار قرش ونصف ليصل إلى 6.70 جنيه للشراء و6.73 جنيه للبيع .
وأضاف: " إن إلغاء الرسوم المفروضة على عملية شراء الدولار وفقا لتعليمات البنك المركزي ورفع أسعار الفائدة علي شهادات الاستثمار بالجنيه المصري ، أدى إلى تراجع الطلب تدريجيا على الدولار".
وكان الدولار قد ارتفع في السوق المصرية بشكل متواصل منذ أكثر شهر حتى حقق مستويات قياسية أمام الجنيه المصري. لم يشهدها منذ 10 سنوات
ورصدت الصرافات والبنوك بدء تراجع الطلبات على العملة الأمريكية وتزايد عمليات البيع لجني أرباح وتخوفا من مزيد من التراجع في السعر.
وقال الدكتور بلال خليل نائب رئيس شعبة شركات الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية "إن حزمة الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري سببت خسائر كبيرة لتجار السوق السوداء حيث تراجع سعر الدولار في السوق الموازية بحوالي 15 قرش دفعة واحدة" .
وأضاف " إن سعر الدولار وصل إلى 680 قرشا في السوق السوداء وكان قد وصل في وقت سابق إلى 695 قرش، في حين أن متوسط سعره في سوق الصرافات يبلغ 671 قرشا للشراء و673 قرشا للبيع.
وقال " إن حائزي الدولار قرروا التنازل عنه مع بدء تراجع سعره خوفا من مزيد من التراجع ولجني الأرباح وخاصة بعد رفع أسعار الفائدة علي الجنيه المصري في البنوك حتى وصلت الى13% سنويا".