في تصريحات خاصة لمحرر جريدة معرض القاهرة الدولي للكتاب، أكد وزير الثقافة الليبي الحبيب الأمين، أن بلاده عانت طويلا في ظل النظام السابق، وتبع ذلك معاناة ثقافية من القهر والقمع، حتى تصور البعض أن ليبيا ليس فيها مثقفون وفنانون، أو أنها بلد معزول عن العالم . وأكد الوزير أن ليبيا بعد الثورة تسعى لتأكيد تراثها العريق وهويتها الثقافية ، وأن تدعم المبدعين وتساهم برواج عملية نشر الكتاب . وأبدى الوزير سعادته من ترشيح ليبيا كضيف شرف هذا العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب للمرة الأولى، مؤكدا أنه معرض هام عالميا، وقد شاركت ليبيا لأول مرة بثقافتها الحقيقية البعيدة عن الأدلجة لصالح نظام بائد ، كما شاركت بالنشاط الثقافي ونحو 100 كتاب. وقد أكد الحبيب أن ليبيا تعتزم إقامة معرضا دوليا للكتاب في العام المقبل . بخصوص ثورات الربيع العربي، رأى الحبيب الأمين أنها تبدو كالكأس المرتعش، وهي كالزلزال الذي أصاب المنطقة بعد أن سيطر عليها خريف طويل . لكن الحقيقة أن الثورات تأتي ثمارها بعد سنوات بعيدة . وأضاف : الأنظمة الاستبدادية أفسدت الحياة السياسية بشكل كبير، والحراك السياسى والاختلافات الحادة مبررة فالأحزاب الكرتونية السابقة عادت إلى الساحة مع ظهور الأحزاب الجديدة والتيارات الفكرية، إضافة للمواطنين العاديين الذين عانوا القهر والتهميش.. والكل يتحدث والصحافة تنقل الآراء المختلفة وهذه ظاهرة صحية أرجو أن تستمر على ألا تطول حتى لا ندخل مرحلة الفوضى.
، وبخصوص ثورة ليبيا، أكد الوزير أن هذه مرحلة تهدئة الشعوب وعودة البلدان إلى العمل والخدمات، والتغيير الاجتماعي، وإذا لم يحدث تغير اجتماعي ستكون ثورة فارغة، فالثورة ليست تغييرا سلطوياً فقط وإنما أول عملها أن تسقط السلطة البائدة القامعة وتأتي بسلطة شرعية متفق عليها، ثم تتحول فعلياً إلى تنفيذ برنامجها في التغيير الاجتماعى والاقتصادي حتى يتلمس الناس فضل ودرجة وميزة التغيير أخيرا أكد الوزير أنه تم توقيع بروتوكول كامل للتعاون مع مصر بين وزارتي الثقافة مع وزير الثقافة المصري، وهذا يشمل كل جوانب التعاون والتبادل الثقافي في النشر والترجمة والتدريب والتطوير والأسابيع الثقافية والزيارات المشتركة وهو برنامج متكامل سيغطي كل هذه الجوانب.