فى الوقت الذى تئن فيه بلادنا من وجع فراق دفعة أخرى من زهرة شبابها ثمنا للاضطرابات "المفتعلة" التى نراها الآن تضرب أكثر من مكان على أرض مصر، و أنا أكرر أنها مفتعلة فنحن نعرف أن بورسعيد التى أحبها مثلا ثارت عندما أحيلت أوراق أبناءها لفضيلة المفتى فى "أولى" درجات التقاضي بمعنى أنه لازالت هناك الفرصة أمامهم لإثبات براءتهم إن كانوا حقا أبرياء، ونعرف أن بلد الغريب السويس الباسلة ثارت نتيجة احتكاكات غير مبررة مع الأمن و لكن لماذا الإسماعيلية؟!. لو أننا أطلنا النظر قليلا لنعرف كيف بدأت الاضطرابات فى الإسماعيلية تحديدا سنعرف من له المصلحة فيما يحدث فى خط القناة بل فى مصر بأكملها و سوف أوضح لكم هذا تفصيلياً فى حينه!!.
يخرج علينا السيد طلعت عبد الله النائب العام الذى عينه الرئيس مرسى بقرار بضبط وإحضار أعضاء "البلاك بلوك"، بتهم الإرهاب وتخريب الممتلكات.
انا لن أدافع عن هذه الجماعة فأنا لا أعرف عنها أكثر مما يعرف معظم الشعب المصري من أنهم مجموعات من الشباب المقنعين يرتدون ملابس سوداء يقومون ببعض الأعمال يصفها البعض بالتخريبية و يصفها بالبعض الآخر بالبطولية، فالكل حيثما تكون مصلحته هنالك نجد رأيه!!
ولكنى أعرف أيضا أنه مرت على البلاد أحداثا أخرى لا تقل أهمية و لا تقل عنفا ولا تعديا على القانون مما يظن البعض أن "البلاك بلوك" قد فعلوه وعلى ذكر ما فعلوه لو أننا راجعنا روايات مدير فندق سميراميس و نزلاءه العرب و متابعة أول "مصدر" لخبر اقتحامهم للفندق قطعا سنعرف الحقيقة!!
أعرف أنه كان هناك معتصمون "سلميون" أمام قصر الاتحادية ذلك القصر الذي سماه الرئيس بديوان المظالم إلا أنه قد هجم عليهم مجموعة مسلحة مكشوفة الوجوه قتلت منهم من قتلت و أصابت منهم من أصابت و عذبت منهم من عذبت و لم يحدث لهم شىء بل لم يتجرأ أحد على تجريم ما قد فعلوه فى موقعة "الجبنة النستو" الشهيرة!!
أعرف أيضا أنه كان من المفترض أن يكون هناك حكما فاصلا فى تاريخ مصر من المفترض أن يصدر عن المحكمة الدستورية وكانت هناك مؤشرات على ماهية الحكم فله سوابق مماثلة فإذا بمجموعة أخرى لا تختلف عن تلك التى كانت عند القصر و قد حاصرت المحكمة الدستورية و منعت أعاظم القضاة فى مصر من أن ينصبوا ميزان العدالة فى بلادنا ولم يتجرأ أحد على أن يجرم ما فعلوه!!
أعرف أيضا مجموعة أخرى قد حاصرت مدينة الإنتاج الاعلامى و أجبرت العاملين بها على الدخول إليها متخفين بل وتم التعدي على بعض منهم بل وقد استطاعت هذه المجموعة لاحقا أن تغير وزير الداخلية و لم يجرأ أحد على محاسبتهم!!
أعرف مجموعة سرية أخرى أكبر و أخطر من "البلاك بلوك" عددا وعدة هددت سابقا بحرق مصر لا نعرف لها مصدرا لأموالها و لا نعرف كم ما لديها من سلاح لازالت تهددنا الى اليوم حتى أن أحد قادتها قد أعلن بالأمس أن لديهم خمسة ملايين جاهزين للنزول إلى الشارع ولم و لن يتجرأ أحد أن يقول شيئا هذه المرة !!
أعرف أيضا أنه حينما مات أحد الأهل و العشيرة فى محافظة البحيرة أرسل إليهم الرئيس بزوجته لتقديم واجب عزاء و حينما مات خمسون من زهرة شباب مصر بعث إليهم الرئيس ب......"تويتة"!!
كل ذلك يحدث فى مصر لا لشيء إلا لأن العدالة تجلس في إحدى كفتى الميزان فهل تغادرها؟!!!.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه