تستضيف العاصمة اليابانية طوكيو اليوم الأربعاء وعلى مدار يومين اجتماع الدفاع السنوي لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان، وذلك لمناقشة البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، والقضايا الأخرى المتعلقة بالتعاون بين القوى الثلاث. وذكرت وكالة "كونا" للانباء ان هذا الاجتماع جاء اليوم وسط حالة من التوتر والتأهب في شبه الجزيرة الكورية، بعد أن أظهرت صور جديدة التقطها قمر اصطناعي، وجود نشاط حول موقع تستخدمه بيونج يانج لإجراء تجاربها النووية، وحسبما أفاد معهد أمريكي متخصص فإن الصور التي التقطت في 23 يناير الجاري تظهر نشاطاً يدعو إلى الاعتقاد بأن الموقع يجري تحضيره لإجراء تجربة نووية جديدة.
وأدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم 23 يناير الجاري إطلاق بيونج يانج صاروخاً في ديسمبر الماضي،وصدر القرار بإجماع أعضاء المجلس ليضيف وكالة الفضاء الكورية الشمالية المسؤولة عن عملية إطلاق الصاروخ إلى قائمة عقوبات الأممالمتحدة فضلًا عن العديد من الأشخاص، وتنص العقوبات في شكل أساسي على تجميد الأرصدة وحظر السفر.
كما فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات مماثلة على مسؤولين مصرفيين اثنين من كوريا الشمالية، وعلى شركة تجارية في هونج كونج اتهمتهم بدعم نشر بيونج يانج لأسلحة دمار شامل.
رداً على ذلك، هددت كوريا الشمالية بمهاجمة جارتها الجنوبية إذا انضمت إلى جولة جديدة من عقوبات الأممالمتحدة المشددة عليها، ووجهت كوريا الشمالية انتقادات إلى جارتها، قائلة إن العقوبات تعني حرباً وإعلاناً للحرب عليها.
وأكد كيم جين أون زعيم كوريا الشمالية نية بلاده باتخاذ إجراءات انتقامية شديدة بهدف ما أسماه "الدفاع عن كرامة الأمة وسيادة الدولة" وحمّل كيم أعداء بلاده مسؤولية التوتر الراهن في شبه الجزيرة الكورية.
وأشار في اجتماع للهيئات المختصة بالأمن والسياسة الخارجية إلى أن رفض الولاياتالمتحدة حق بلاده في استكشاف الفضاء لأغراض سلمية، يؤكد أن عداءها لنظام بلاده وصل إلى أعلى مستوى.
وإزاء هذه التطورات، أعلنت كوريا الجنوبية قبل ساعات على انعقاد مجلس الدفاع الثلاثي اليوم، أنها ستشكل فريق عمل لإدارة الأزمة الناجمة عن تجربة كوريا الشمالية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية إن الجيش سيعزز جميع مستويات الرقابة بالتعاون مع الجيش الأمريكي، تحسباً لما وصفه "الاستفزازات العسكرية الممكنة" حيث سيدير مقر هيئة أركان القوات المسلحة المشتركة فريق عمل صغير الحجم للتعامل مع الأزمة ويقوم بإعداد عمليات عسكرية ونشر عناصر استخباراتية إضافية، وأن الجيش الكوري يستعد لجميع الاحتمالات الممكنة من أعمال إرهابية أوشن هجمات على الانترنت.
أما في طوكيو، فقد طالب رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" بتوسيع نطاق العقوبات على كوريا الشمالية، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات صارمة ضد تهديدات كوريا الشمالية بإطلاق مزيد من الصواريخ وإجراء تجربة نووية جديدة، علاوة على استعدادها لمواجهة أي استفزاز يصدرعن بيونج يانج.
كما أعلن متحدث باسم الحكومة اليابانية أن بلاده ستعمل مع دول أخرى من أجل منع كوريا الشمالية من إجراء تجربة نووية وطالب بيونج يانج بالامتثال لقرارات الأممالمتحدة وتجنب أي أعمال استفزازية أخرى.
وشددت طوكيو على أنها ستعمل بصورة وثيقة مع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والصين وروسيا من أجل تحقيق هذا الهدف.
ويشارك في الحوار الأمني الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان كل من مدير التخطيط السياسي لوزارة الدفاع ليم كوان بين ومساعد وزير الدفاع لآسيا والباسيفك مارك ليفيرد ومدير التخطيط لوزارة الدفاع الياباني ميسي مايانوري ومن المقرر أن يقوم المشاركون بتبادل المعلومات بشأن البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية ونقاش سبل تعزيز التعاون، وقضايا الأمن الإقليمي وعمليات الإغاثة.
من جانبها، أبدت الصين رد فعل مبدئياً حيال التجربة النووية الكورية، وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كافة الأطراف المعنية على الالتزام بالهدوء وضبط النفس فيما يتعلق بالقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، حيث ذكر المتحدث أن الصين تعارض أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات ولا تفيد في نزع السلاح النووي، وتأمل الصين أن تلتزم الأطراف المعنية بالهدوء وتعمل من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا.
ومن جانبه أعلن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تأسف لرفض كوريا الشمالية استئناف المفاوضات السداسية بشأن ملفها النووي، وقال غاتيلوف، إن بيونج يانج خالفت بإطلاقها صاروخاً قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن، داعياً كوريا الشمالية إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات وهي الوسيلة الوحيدة لتسوية القضية، وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو ستتمسك في اتصالاتها ببيونج يانج وفي علاقاتها الدولية بضرورة مواصلة المفاوضات.