أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن القرار الذي اتخذه بشأن التدخل العسكرى الفرنسي فى مالى "ضروري" ، وتم فى إطار الشرعية. وشدد الرئيس الفرنسي في الكلمة التى ألقاها اليوم الأربعاء أمام الصحفيين والمراسلين الأجانب بالأليزيه بمناسبة العام الجديد أن باريس ليس لديها مصالح فى مالى سوى السلام..موضحا أن قرار التدخل في مالي يندرج في إطار الشرعية الدولية وحظي بدعم الكثير من الدول الأوروبية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن باريس كانت الأولى فى التدخل عسكريا فى مالى ولكنها لن تبقى وحيدة فى العمليات العسكرية الجارية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة..قائلا "إن الإرهابيين كانوا يسيطرون على البلاد ويفرضون على الشعب وضعا لا يرغب فيه".. ومؤكدا أن بلاده ستدافع عن وحدة وسلامة آراضي مالي.
ولفت أولاند في الوقت ذاته إلى العملية التي شنتها فرنسا الأسبوع الماضي بالصومال والتى باءت بالفشل لمحاولة تحرير الرهينة الفرنسي دنيس أليكس المختطف منذ عام 2009 ، "على الرغم من مقتل الرهينة وعسكريين اثنين".
وأضاف الرئيس الفرنسي أن بلاده قررت شن تلك العملية بالصومال منذ عدة أسابيع وكان يمكن أن تنجح ، ولكنها أسفرت عن عواقب وخيمة فى إشارة لمقتل الرهينة (أحد عملاء الاستخابارات الفرنسية الخارجية) والعسكريين الفرنسيين اللذين قتلا فى خلال العملية التى قامت بها قوات الكومندوز.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن اللقاء مع الصحفيين بمناسبة العام الجديد يأتى فى ظروف استثنائية يمر بها العالم..مشيرا إلى القرار الذى اتخذه قبل ستة أيام والمتعلق بالتدخل العسكرى فى مالى والذى اعتبره "ضروريا"..مبررا ذلك بأن الوضع كان سيصبح سيئا فى حالة عدم التدخل.
وأضاف أولاند "إذا لم نتخذ هذا القرار لكان الوقت سيصبح متأخرا للغاية ، ولسيطر الإسلاميون على كامل آراضى مالى" ، مشيرا إلى أن التدخل الفرنسي فى مالى يحظى بدعم من المجتمع الدولى و"التعبئة من قبل الأفارقة".
وكرر إن التدخل في مالي يندرج في إطار الشرعية الدولية واتخذ بعدما حظى على الدعم من كثير من الدول الأوروبية ومجلس الأمن..وقال "إن قرار التدخل في مالي ليس قرار فرنسا بمفردها"..مشيرا إلى أن الإرهابيين يسيطرون على شمال مالي ، ويفرضون على الشعب وضعا لا يرغب فيه .
وأكد أن بلاده ستدافع عن وحدة وسلامة آراضي مالي..منوها بدور بلاده في خدمة السلام ..وموضحا أن فرنسا تحرر وتحمل قيما سامية وليس لها أية مصلحة سياسية أو اقتصادية في مالي "فهي بكل بساطة لخدمة السلام".
وفيما يتعلق بعملية الكوماندوز الفرنسي بالصومال..أوضح الرئيس الفرنسي أن هذه العملية تعد أيضا رسالة مفادها أن للاده "لا يمكن أن تقبل باحتجاز مواطنيها".
وقال إن السلطات الفرنسية تقوم بكافة الاتصالات لإطلاق سراح الرهائن (الفرنسيون) في أفضل الظروف..مشيرا إلى أنه يفكر فى كل لحظة فى هؤلاء كما أنه سيستقبل قريبا أسرهم.
وحيا أولاند شجاعة رجال الاستخبارات الخارجية الفرنسية التى قامت بالعملية والذين خاطروا بحياتهم لتحرير زميلهم المعروف باسم دينيس أليكس والمختطف منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وتطرق الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الوضع بسوريا لاسيما مع ارتفاع عدد القتلى وضحايا الصراع الجارى فى البلاد..قائلا "إن عددا من الصحفيين قتلوا أثناء هذا الصراع ومن بينهم صحفيان فرنسيان اثنان"..مشيرا فى الوقت نفسه إلى أعداد الصحفيين والإعلاميين الذين قتلوا على مدار العام والبالغ عددهم 89 على مستوى العالم.
وأضاف إن هؤلاء فقدوا حياتهم فقط لأنهم كانوا يريدون كشف التجاوزات التى يقوم بها الطغاة وآخرون..مشددا على دعم باريس لحرية الصحافة والصحفيين. واستعرض الرئيس الفرنسي الوضع الداخلى فى البلاد..مشيرا إلى الإجراءات التى تتخذها الحكومة لتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية الحالية.
وفى سياق آخر..أعلن أولاند أنه سيتم تنفيذ إصلاحات فى قطاع الصحافة على مستوى البلاد خلال العام الجارى وخاصة بالنسبة للدعم والمساعدات للمؤسسات الإعلامية مع إصدار "تشريع" لضمان سرية مصادر الصحفيين.
وقال إنه سيكون هناك مراجعة بخصوص المساعدات مع التركيز بشكل أساسى على الصحافة الورقية وتلك العاملة فى المجال السياسي مع اتخاذ إجراءات أيضا لدعم القطاع المسعى -البصرى فى فرنسا.
وأوضح أن وزيرة الثقافة والاتصال أوريلى فيليبتى ستقدم مشروعا خاصا بتلك الإصلاحات خلال العام الجارى..معربا عن رغبته فى إرسال "رسالة ثقة بالنسبة للعلاقات بين الرئيس والصحافة الفرنسية.
وفيما يتعلق بالمعلومات الالكترونية..قال الرئيس الفرنسي إن السلطات تعتزم اتخاذ إجراءات فى شكل "تشريع أو ضريبة" خاصة بمحركات البحث بما في ذلك "جوجل" ، إذا فشلت المفاوضات مع ناشري الصحف..موضحا أنه من الطبيعى أن يشارك أولئك الذين يستفيدون من المعلومات الناتجة عن العمل الصحفى فى تمويل الصحافة.