أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن محادثاته مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي تناولت المسائل الاقتصادية والحصار المفروض على السلطة الوطنية بعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعرب عباس، في تصريح صحفي عقده عقب لقائه مع الرئيس التونسي في قصر قرطاج الرئاسي بالعاصمة تونس، عن أمله بأن تقوم الدول العربية بالوفاء بالتزاماتها المالية لمساعدة السلطة على استكمال المسيرة وحتى تتمكن من مواجهة الأعباء والتحديات التي تواجهها، قائلا: أملنا في الله وأخواننا العرب.
وأعرب عن سعادته بوجوده في تونس لمناسبة احتفالاته بالذكرى الثانية للثورة المجيدة، وقدم تهانيه لتونس رئيسا وحكومة وشعبا، معربا عن أمانيه بأن يتم الإسراع في تطبيق العدالة التي يسعى إليها الشعب التونسي، متمنيا الرفاه والاستقرار لهذا الشعب الذي يكن له شعبنا الفلسطيني كل الاحترام والتقدير، قائلا: هذا الشعب الذي أيدنا وساندنا واستقبلنا هنا في تونس وعشنا معه حتى عودتنا للأرض الفلسطينية.
وأوضح عباس كافة الخطوات والمراحل التي قامت بها قيادة الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية في الأممالمتحدة قبل الحصول على صفة الدولة المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أهمية تلك الخطوة التي أصبحت فيها الأرض الفلسطينية كأراضي دولة محتلة، وعلى إسرائيل أن تزيل كل المستوطنات غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى التظاهرة الكبرى للشعب الفلسطيني في غزة في الرابع من الشهر الحالي احتفالا بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، قائلا: إن شعبنا الذي خرج إلى شوارع غزة كان يرسل رسائل عديدة منها، نعم للمصالحة الفلسطينية، نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية، نعم للإنجازات التي حققتها السلطة، قائلا: إن الانقسام هو جرح في قلبنا نريد أن يلتئم ونعود للوحدة الوطنية الفلسطينية، وأن نذهب للانتخابات الحرة النزيهة لأن صندوق الاقتراع هو الذي يفرز من يبقى ومن يذهب.
من جانبه أكد الرئيس المرزوقي سعادته بلقاء عباس وبوجوده في تونس في احتفالات الذكرى الثانية للثورة التونسية، قائلا: إن الشعب التونسي كان وسيبقى دائما معكم بالرغم من الصعوبات التي يمر بها، مضيفا: نحن نتابع كل ما يجري في فلسطين مدركين الصعوبات التي تمر بها الدولة الفلسطينية نظرا للعقوبات التي سلطت عليكم من قبل الغرب.
وتمنى المرزوقي على الدول العربية أن تتفهم هذه المصاعب التي تواجه الشعب الفلسطيني، مشددا في ختام تصريحه على ضرورة أن تكون الثورات العربية مضيفة وداعمة للثورة والشعب الفلسطيني، قائلا: نحن معكم دائما وعلى كافة المستويات.
وشارك في المحادثات الموسعة وفدا البلدين، وحضر عن الجانب التونسي السادة: عبد الرحمن الأدهم وزير مكلف بالحكومة ومكافحة الفساد، وعدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية، وعزيز كريشان المستشار السياسي للرئيس التونسي، وعادل الدايمي مدير ديوان الرئاسة التونسية، فيما حضرها عن الجانب الفلسطيني: صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس، ونبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، وسلمان الهرفي سفير دولة فلسطينبتونس.
وكان عباس عقد ونظيره التونسي جلسة محادثات موسعة تم خلالها استعراض مختلف التطورات السياسية الراهنة عربيا ودوليا، خاصة آخر تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى العلاقات الثنائية.