بعد الإعلان عن هدم فيلا "السفارة الألمانية" سابقا في منطقة "كفر عبده" بالإسكندرية، قام الفنان عبد الله داوستاشي بالتقاط بعض الصور للفيلا باعتبارها ضمن التراث المعماري المصري توثيقا لها. وكانت هذه المبادرة من قبل جمعية"save alex" التي حاولت التصدي لاستمرار مسلسل الهجوم على تراث الإسكندرية، وهدم المباني التراثية التي تتميز بطرز معمارية فريدة؛ وذلك بالاتفاق مع الفنان عبد الله داوستاشي، الذي قام بالتقاط صورا للفيلا، موضحاً فيها استعداد البعض لهدمها، متمثلاً في نزع النوافذ والمنافذ الخشبية التي كانت موجودة بها. وفي الأسبوع الماضي قد تم عمل وقفة احتجاجية أمام فيلا "السفارة الألمانية"، والمدرجة برقم "1442" بقائمة التراث المعماري؛ حيث كانت هناك محاولات لإخراج الفيلا من قائمة التراث حتى يمكن هدمها. والفنان عبد الله داوستاشي يعمل بمركز دراسات الإسكندرية التابع لمكتبة "الإسكندرية"؛ حيث يهتم قسم العمارة في المركز بالتراث المعماري، كما تجتمع لجنة الحفاظ على التراث المعماري في المركز، ومنذ أنشأت اللجنة ويقوم داوستاشي بالتقاط الصور للجنة، سواء الصور الحديثة التي تفسد المشهد المعماري، أو الصور المعمارية التراثية التي تحاول اللجنة المحافظة عليها. وقال داوستاشي ل"محيط" أن لجنة "الحفاظ على التراث المعماري" تخاطب الجهات الرسمية عن المباني الأثرية التي يستهدف هدمها؛ ليتم النظر فيها، لكن في الغالب ينتصر المقاولين بهدم تلك المباني التي لا يبقى منها سوى صورها. وأكد داوستاشي أن فيلا "السفارة الألمانية" تحمل تراثا معماريا فريدا من الناحية الفنية؛ ولذلك تحاول اللجنة المحافظة عليها بأقصى حد ممكن؛ لأن تلك الأبنية لم ينشأ مثلها من جديد؛ فيجب المحافظة على شكلها الخارجي، ووضع قوانين لواجهات المحلات كي لا تغير في المنظر المعماري لتلك الأبنية الأثرية الجميلة. مؤكدا أن هذا لن يحدث إلا باستكمال الثورة المصرية وتحقيق جميع مطالبها. وأشار داوستاشي إلى أن صور "السفارة الألمانية" التقطها من تليفونه المحمول لعدم تعرضه للمشاكل؛ وذلك فور معرفته بتعرض الفيلا للهدم؛ حيث قام بعدها بنشر الصور التي اتضح فيها تجرد المبنى من الشبابيك والأبواب استعدادا لبيعها. ولكن صاحب الفيلا الذي حصل على حكم بإخراج الفيلا من قائمة التراث المعماري حاول الرجوع عن موقفه بسبب الضجة الإعلامية التي نددت بهدم الفيلا، واللجنة حاليا تحاول اتخاذ موقف قانوني لوقف الهدم، كما أن صاحب القيلا لم يستطيع هدمها إلا بقرار من المحكمة. ونوه داوستاشي بأن القضية لم تكن بخصوص هذه الفيلا فقط، لكنها تشمل منطقة "كفر عبده" ككل؛ حيث يحتوي هذا الحي بأكمله على فلل تدرج في قائمة التراث المعماري ولا يجب هدمها، وعلى الرغم من ذلك تم هدم البعض منها وبناء عمارات مكانها؛ وبهذا يتم نسف النسق المعماري لهذه المنطقة الفريدة؛ ولذلك تحاول الجمعية الحفاظ على أصالتنا وكنوزنا التي لا تعود مجددا. قائلا: "وليبنوا عمائرهم خارج المدينة في أراضي فارغة". وبسؤال الفنان داوستاشي عن التفكير في إقامة معرض صور فوتوغرافية لتلك المباني الأثرية التي صورها على مدار عدة سنوات قبل هدمها، أجاب بأن تلك الصور صحفية في الأساس تم نشر معظمها سابقا، وإنه لم يفكر في إقامة معرض لها، لكن لو طلب منه ذلك سيقوم به، وخاصة أن بحوزته الكثير من الصور لتلك المباني التي تم أو لم يتم هدمها بعد. وأضاف الفنان أنه بصدد إقامة معرض لأعماله الخاصة، وسوف يتم الافتتاح في يوم 21 أغسطس المقبل في مركز "الحرية للإبداع" تحت عنوان "اندماج"، وسوف يعرض أعماله في نفس الموعد النحات د. هاني السيد، والفنان د. عبد السلام عيد.