دعا الدكتور "حارث الضاري" الامين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق ثوار منطقة الانباروالرمادي العراقية وما حولهما، إلي التمسك بحقوقهم التي سلبها منهم النظام الحالي الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي تمارس حكومته انتهاكات خطيرة ضد العراقيين السنة، مناشدا بالاستمرار في الاحتجاجات والاعتصامات وان يتمسكوا ويحافظوا علي سلمية هذه الفاعليات حتي يحصلوا علي حقوقهم المهدرة. وتوصلت شبكة الاعلام العربية "محيط"، إلي نسخة بيان الشيخ الدكتور حارث الضاري جاء كالتالي ...
رسالة الى ثوار الشرف والكرامة في العراق : بسم الله الرحمن الرحيم أيها العراقيون الأباة، أيها الثائرون الغيارى، لحريتكم وشرف حرائركم وكرامتكم في محافظة الأنبار وغيرها من المحافظات الثائرة، والمشاركة لها بوفودها ومشاعرها من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فحياكم الله وبارك جهدكم وجهادكم، لقد اثلجتم صدورنا وحققتم ظننا فيكم وخيبتم ظنون أعدائكم السيئة فيكم بثورتكم المباركة، التي تعد امتداداً لثورتكم في الخامس والعشرين من شهر شباط عام 2011م التي اخمدها المالكي بأجهزته الأمنية ووسائل بطشه المتعددة، وساعده في ذلك شركاؤه في العملية السياسية الخائبة بوسائلهم الخاصة، وهاهم اليوم يحاولون ركوب موجة هذه الثورة الشعبية الخالصة، وهي ثورة الشعب العراقي على الظلم والفساد والحيف الذي لحق بالعراق والعراقيين الاصلاء جميعا منذ عام 2003م على يد الاحتلال الامريكي وحكوماته المتتالية، ولاسيما الحكومة الحالية حكومة نوري المالكي الذي سار على سياسة الحقد والانتقام والاقصاء والتميز بين ابناء الشعب العراقي الواحد.
وهي سياسة يبدو انه لا يجيد غيرها فهو يعيش على اثارة الفتن والمشاكل وافتعال الاحداث وسفك الدماء ورعاية الاجرام والمجرمين والفساد والمفسدين، ومن ذلك أنه استشهد في عهده ما يقرب من مليون عراقي، ويقبع الآن في سجونه مئات الآلاف من السجناء وما يزيد على خمسة آلاف امرأة عراقية عفيفة شامخة كشموخ نخيل العراق، وفيهن الأم والزوجة والأخت والأبنة، وتمارس ضدهن أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي والأخلاقي ومنها (الاغتصاب) الذي طال الجنسين على حد سواء، كما سار على سياسة التهجير القسري في محافظة بغداد وغيرها من المحافظات الأخرى.. وهذا غيض من فيض أجرامه وحقده.
وعلى هذا فان ثورتكم مشروعة ايها العراقيون بل هي واجبة وضرورية لدفع الظلم المستمر والممنهج الذي لم يعد الصبر عليه ممكنا ولا مقبولا، ولاسيما اذا وصل الأمر الى الشرف وانتهاك الحرمات والى التهجير والإقصاء والتمييز في كل مفاصل الحياة دون خوف من الله او حياء من الناس. وهي ثورة كل العراقيين لدفع الظلم عن المظلومين من العراقيين من كل المكونات والمذاهب والأديان وللحفاظ على هوية العراق ووحدته ارضا وشعبا كما اختار الله له ذلك.
ولهذا ينبغي الاستمرار في هذه الثورة المباركة التي هي ثورتكم جميعا، فهي ثورة البصرة والنجف وكربلاء كما هي ثورة الانبار والموصل وصلاح الدين، لقد كشفت ثورتكم هذه أيها الإخوة الكثير من الاوراق التي كانت خافية على الكثيرين من الناس في الداخل والخارج، وأفهمت حكام المنطقة الخضراء أو السوداء في بغداد: أنهم ليسوا بمنأى من التغيير ومحاسبة الشعوب وحساب الله اشد وانكى.
كما ينبغي مراعاة الأمور الاتية: 1 - المحافظة على سلمية الثورة وعدم الانجرار الى المواجهة مع اجهزة الحكومة القمعية ما أمكن. 2- المحافظة على الخطاب الوطني العام الجامع لكل العراقيين، والابتعاد عن الالفاظ والشعارات ذات الابعاد الطائفية التي يطلقها احيانا البسطاء من الناس، واحياناً من في قلوبهم مرض ممن لا يريدون خيرا للعراق وأهله. 3- لا تجعلوا بينكم مكانا للمرجفين والمثبطين والانتهازيين الذين قد يستغلون للإساءة لثورتكم ومطالبكم المشروعة. 4- توحيد المطالب ورفع سقفها بما في ذلك المطالبة بإسقاط النظام اذا لم يستجب لمطالبكم العادلة. وأخيراً: ندعو كل ابناء العراق الحريصين على الشرف والكرامة وعلى هوية العراق ووحدته ولا سيما اخواننا في جنوب العراق أن يساندوا اخوانهم المتظاهرين والمعتصمين في ساحات العز والشرف ليعطوا الصورة الحقيقية لشهامة العراقيين وغيرتهم ووحدتهم في المصائب والملمات كما هي عادتهم على مدى التاريخ. وختاماً: سيروا على بركة الله فقلوبنا معكم ودعاؤنا لكم بالتوفيق والسداد وتحقيق المطالب والآمال وما ذلك على الله بعزيز، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:105). انتهى