اتجهت الحكومة التركية مؤخرا في تطبيق سياسة "السلام مع الدول المجاورة" التي اتبعها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو خاصة بعد انتشار التمرد الناتج عن الأزمه السورية ، حيث صرح محمد أيوب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعه ميتشيجن، بأنه إذا استمرت تركيا في التدخل المفرط في سياسة سوريا سوف تتعرض محليا للخطر. وذكرت صحيفة "زمان" التركية تصريحات أيوب بان الحكومة السورية إذا سقطت ستترك تركيا وحيده للتعامل مع تحديات و عواقب هذا السقوط، لأن القوى الاقليميه و الدولية ليست مهتمة بالتغيرات الديمقراطية في سوريا و لكنها تهتم بفرض سيطرتها على البلد و تحجيم نفوذ إيران على المنطقة.
وجاءت هذه التصريحات، مؤكدة لما قاله رامين مهمانبرست المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانيه بخصوص صواريخ الباترويت التي يظن أن الهدف الحقيقي من وجودها على الحدود التركية هو حماية إسرائيل من الهجمات المتوقعة من إيران، رغم تأكيد حلف " الناتو " على أن هذه الصواريخ لحماية انقره.
و أضاف أيوب أن تركيا معرضه لنفس الخطر الذي واجهته باكستان لان الفوضى في سوريا قد تنتقل إليها مما يؤدى إلى تفاقم مشكلاتها الداخلية.
وحول السبل الممكنة لحل الأزمة السورية، قال أيوب هذه السبل لا يمكن أن تكون فعاله دون الاتفاق بين تركيا و إيران و روسيا" على الدول الثلاثة الاجتماع على حل للازمه و خاصة بعد احتماليه تورط انقره في الأحداث.
يأتى هذا الاقتراح منافيا لما يقوله، غضنفر ركن أبادي، السفير الايرانى في لبنان، اليوم بان الدول الغربية لا ترغب في حل الازمة السورية من الأساس و أن المسبب الرئيسى للفوضى هم الرعايا الأجانب في سوريا.
كما ياتى منافيا لتصريحات، سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسي، الذي صرح بان "حكومة بلاده لن تجبر الأسد على الاستقالة".
و من المؤسف أن الأمر انقلب رأسا على عقب بالنسبة للمخططات التركية فبعد أن توقعت تركيا السقوط السريع لنظام الأسد لياتى بعده زعيم وطني تعتبره تركيا حليفا لها في المنطقة، أصبحت سوريا الان في بؤره الحرب الاهليه الدامية التي ستنتهي بحكم فصائل متطرفة و عرقيه مثل الأكراد الذين تمركزوا على الحدود التركية الان، الوضع الذي قد يزيد من المطامع على تركيا.