ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مقالتها الافتتاحية اليوم الاحد أن سوريا تتجه نحو نهاية دموية وفوضوية لما بدأ كثورة سلمية ضد النظام الاستبدادي، موضحة أن هذا سيكون كارثة من الممكن أن تزعزع استقرار معظم أنحاء الشرق الأوسط، كما تقدم لتنظيم القاعدة قاعدة جديدة لعملياتها وتؤدي إلى نقل أو حتى استخدام الأسلحة الكيمائية. وأوضحت الصحيفة أن هذه الأزمة نتيجة وحشية لقسوة الرئيس السوري بشار الأسد والأسرة المحيطة به وحلفائه في إيرانوروسيا، ولكن في الوقت ذاته فهي تعكس فشل هائل للقيادة الغربية وخاصة أمريكا.
كما أوضحت الصحيفة أن القوات الثورية السورية التي تكتسب ببطء ولكن بثبات اليد العليا في ساحة المعركة بمساعدة من مجموعة منشقة عن تنظيم القاعدة لا تقبل التفاوض مع النظام، كما أن الأسد نفسه يظهر أنه مستعد للقتال حتى الموت، ومن المشكوك فيه أن روسيا سيمكنها التأثير عليه حتى لو حاولت ذلك.
ترى الصحيفة أن السيناريو المحتمل هو فوز القوات الثورية في النهاية خلال أسابيع أو أشهر، أو على الأقل إجبار زمرة الأسد على التراجع إلى معقلها العرقي على ساحل البحر المتوسط. مضيفة إلى أنه إذا كان العالم محظوظًا فإن هذا سوف يحدث سريعًا أو أن انقلاب داخلي سوف يطيح بالأسد، وإن لم يكن محظوظَا فإن نهاية اللعبة المريرة سوف تشهد عشرات أو آلاف القتلى واستخدام النظام لأسلحته الكيمائية، وفي كلا الحالتين فإن مشهد ما بعد الحرب في دمشق سوف يكون فوضوي.
في النهاية تشير الصحيفة إلى أنه إذا حدث هذا فإنه من المرجح أن تجد الولاياتالمتحدة نفسها ذات تأثير ضئيل، فمعظم قادة المعارضة السورية وجزء من السوريين غاضبون من واشنطن بسبب حجب المساعدات، ومن ثم فمن المرجح أن ترفض الاستماع إلى المطالبات بتفكيك الجماعات المتطرفة التي ساعدت في الفوز في الحرب. إن سوريا في كل الأحوال سوف تؤرق الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وسوف يتم تسجيلها كواحدة من أعظم إخفاقاته. مواد متعلقة: 1. حزب البعث بسوريا ينفي ترحيبه بنقل السلطة 2. إيطاليا تعلن عن حملة تبرعات من أجل أطفال سوريا 3. سفير إيران يسلم ميقاتي صورة عن مبادرة بلاده بشأن سوريا