قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة اليوم الأربعاء إخلاء سبيل أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق بضمان محل إقامته ما لم يكن محبوسا على ذمة قضايا أخرى، وذلك في ضوء التظلم المقدم منه على قرار حبسه احتياطيا على ذمة محاكمته في قضية إهدار للمال العام باتحاد الإذاعة والتليفزيون والتى عرفت إعلاميا "ببث المباريات" والمتهم فيها مع رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أسامة الشيخ. وجاء قرار المحكمة في ضوء تجاوز الفقي لفترة الحبس الاحتياطي المقررة قانونا على ذمة محاكمته أمام محكمة الجنايات ، والتي كانت قد عاقبته بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات ، ثم قضت محكمة النقض في أعقاب ذلك بنقض (إلغاء) الحكم، وإعادة محاكمته من جديد أمام محكمة جنايات القاهرة. وصدر القرار برئاسة المستشار عبدالمنعم عبدالستار وعضوية المستشارين عبدالشافى السيد عثمان وسامى زين الدين بحضور أحمد يوسف وكيل النيابة. وطلب الدكتور عبدالرؤوف مهدى المحامي عن الفقي بإخلاء سبيله، مؤكدا أن الفقى تجاوز مدة الحبس الاحتياطى والتي قررها القانون بمحبسه، حيث قضى 22 شهرا داخل السجن. وأضاف أن المتهم تم حبسه فى 22 فبراير من العام الماضي 2011 وعاقبته المحكمة فى 22 سبتمبر من ذات العام، وتم تنفيذ العقوبة، وفى 17 ديسمبر الجاري ألغت محكمة النقض الحكم الصادر من محكمة الجنايات..معتبرا أن المتهم محبوس بدون سند قانونى لكونه تجاوز فترة الحبس الاحتياطى والمحددة ب18 شهرا في القضايا الجنائية. وقدم الدفاع صورة ضوئية من الشهادة الطبية الخاصة بالفقي والصادرة من مستشفى المنيل الجامعى والتى أكدت انه لا يمكن نقله للسجن مرة أخرى نظرا لحالته الصحية..وقال الدكتور عبدالرؤوف مهدى إن "قلب الفقى توقف ثانية ونصف ومهدد بالموت فى أى وقت ، وقدم تقريرا طبيا يفيد ذلك من مدير المستشفى". وأضاف أن مدير المستشفى رفض إعادة الفقى للسجن مرة أخرى نظرا لتدهور حالته الصحية ، وأن مدير المستشفى طلب من الطبيب المختص بالسجن الحضور لكتابة إقرار بتحمل المسئولية عن خروج المتهم وحياته..لافتا إلى أن قسم الحالات الحرجة بالمستشفى أكد أن حياة الفقى مهددة نتيجة مرضه وطلب الدفاع التصريح له بالإطلاع على ملف القضية. وكانت محكمة النقض قضت بنقض الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة بإدانة أنس الفقي وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، وأمرت بإعادة محاكمتهما أمام دائرة مغايرة من دوائر الجنايات في قضية اتهامهما بإهدار المال العام فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وقد اتهمت النيابة العامة وزير الإعلام السابق أنس الفقي بإهدار المال العام والإضرار العمد بأموال اتحاد الإذاعة والتلفزيون بمبلغ قيمته 12 مليون جنيه. وأشارت النيابة إلى أن التحقيقات كشفت النقاب عن قيام الوزير السابق أنس الفقي - بدون مقتضى من القانون - بإعفاء القنوات الفضائية المصرية الخاصة من سداد قيمة إشارة البث المباشر لمباريات كرة القدم للموسم الرياضي 2009 / 2010 وبداية الموسم الرياضي 2010 / 2011 بالمخالفة لأحكام القانون والتي تقضي بأن تتكون إيرادات اتحاد الإذاعة والتلفزيون من المواد الناتجة من نشاط قطاعاته، وما يؤديه من خدمات. وأثبتت التحقيقات التي أجرتها النيابة في شأن تلك الواقعة أن تصرفات الفقي ترتب عليها خسارة أموال الاتحاد الخاضع لإشرافه وتفويت أرباح محققة له بقيمة هذا الإعفاء البالغ مقداره 12 مليون جنيه، باعتباره من أحد موارده. كما أسندت النيابة العامة إلى أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق تهم تتعلق بإهدار المال العام وتربيح الغير دون وجه حق، عن طريق شراء مسلسلات وأعمال فنية لعرضها على مجموعة قنوات النيل المتخصصة بأسعار مغالي فيها، ودون عرضها على اللجنة المشكلة خصيصا للبت في مثل هذه الأمور. وأشارت النيابة إلى أن الشيخ قام بإنتاج أفلام ومسلسلات من خلال التعاقد مع بعض الشركات الخاصة ومشاركة التليفزيون فيها بمبالغ تزيد على تكلفتها الفعلية، مما يعد إهدارا للمال العام، بالإضافة إلى قيامه بالتربح من أعمال وظيفته بقيامه بتحصيل أجور المذيعين المبالغ فيها مرتين من وزارة الإعلام وصوت القاهرة، على الرغم من أنهم يعملون كموظفين بالاتحاد، بما تسبب في إهدار قرابة 20 مليون جنيه. مواد متعلقة: 1. «رئيس مجلس الدولة الأسبق»: الدستور رسخ ل «ولاية الفقيه» 2. الجنايات تخلى سبيل «الفقي» في قضية «بث المباريات» 3. «النائب العام» يطعن بالاستئناف على قرار إخلاء «أنس الفقي»