دعت صحيفة "الجارديان" الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق عام حول جرائم تعذيب ارتكبها جنود من القوات البريطانية في حق مواطنين عراقيين خلال فترة الغزو الإمريكي للعراق عام 2003، مؤكدة أن الاكتفاء بدفع تعويضات لذوي الضحايا لا يرقى إلى تطبيق العدالة الشافية. وقالت الصحيفة البريطانية- في مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الأثنين- "إن الوقت قد حان لإجراء تحقيق مناسب وحقيقي"،مؤكدة أن الضحايا من العراقيين وأسرهم ومجتمعاتهم؛جميعهم لديهم الحق في رؤية العدالة تأخذ مجراها، وكذلك هو الحال بالنسبة للرأي العام البريطاني الذي يحتاج -من جانبه-إلى معرفة ما اقترفته القوات البريطانية باسمه.
وأضافت:"حان الوقت كي نطهر أنفسنا ونحول دون تكرار التاريخ نفسه بدءا من غض الطرف عن عمليات التعذيب التي مورست في سبيل قمع ثورة "ماو ماو" في كينيا مرورا بما حدث في أيرلندا الشمالية وصولا الي العراق".
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن التعويضات التي تدفعها الحكومة البريطانية في هذا الشأن،تترك غصة في النفوس كونها لا تحقق العدالة المنشودة،وإن كانت إجراء مهما لتدارك ما تم في حق الضحايا،لافتة إلى أنه لم يتم الكشف بعد عن الحقيقة كاملة فضلا عن إفلات الجناة من المحاسبة.
وأردفت الصحيفة تقول:"لا توجد مؤشرات تفيد بأن الحكومة مستعدة بالفعل للقيام بالصواب وفتح تحقيق عام مستقل حول جرائم التعذيب التي تمت وسوء المعاملة من قبل أفراد من القوات البريطانية في العراق في الفترة ما بين عامي:2003 و2008".
وتابعت الصحيفة "إن لفشل في إدراك هذه الغاية هو جزء من نمط واضح من قبل المسئولين في بريطانيا؛فحين تتواتر مزاعم حول وقوع جرائم تعذيب يتم التقليل من شأنها باعتبارها وقائع "استثنائية" من قبل "قلة فاسدة" وفي حال أعقبتها تحقيقات فإنها تتم من خلال الكوادر العسكرية الحالية".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها ، قائلة " -أن نهج" ثق بنا واتركوا الامر لنا" فقد مصداقيته على المدى البعيد" ، مشيرة إلى أن أعداد الضحايا العراقيين أكبر من أن تكون مجرد "وقائع استثنائية" كما يتحدث المسئولون،كما أن أشكال التعذيب التي تعرضوا لها تتشابه كثيرا فيما بينها.
مواد متعلقة: 1. الجارديان: انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي سيفيد الطرفين 2. "الجارديان": أدوية آسيا "المقلدة" تهدد بآثار كارثية على حياة مواطني إفريقيا 3. "الجارديان": الوجود العسكري الروسي في سوريا يعقد التدخل الغربي