القراءات الضالة للاحداث من حولنا تحرمنا من ادراك حقائق الاشياء فاسوأ ما يفعله السياسى هو ان يكون فى راسه فكرة يبحث لها عن ادلة ومبررات ولا يتركها مجردة لحرية الاختيار.
فكثير من الخطباء الذين يصعدون على المنابر يخاطبون الناس على ان هذا الدستور هو الدولة الاسلامية و الذى سوف يعود بنا الى مصر الخلافة الراشدة وتحرير القدس واللاستقرار والنهضة والتنمية والمخالفين لهم فى الرأى هم مجموعة من الكفار والمنافقين والاباحيين والمدعومون من الغرب واعداء للشريعة ويستدلون بكل آيات القرآن التى نزلت فى المنافقين والكفار على افعال المخالفين لاءهام السامع بانهم هم اهل الحق الداعمون له فمن سار معهم فهو من اهل الحق ومن خالفهم ففية نزلت آيات الكفر والنفاق.
وهذه هى بداية التضليل وتغيب الوعى، فهذا الدستور لا علاقة له بالشريعة ولا يقيم دولة الخلافة فهو دستور لدولة مدنية – وعندما سال الخطيب كيف تفرض الدولة الضرائب على الخمر – اى كيف تبيع الدولة الخمر وانت تتطالب بمحاسبة من يشربها اليس من باب اولى ان تحاسب من يبيعها يقول الاسلام سوف ياتى بالتدريج ويبرر للدولة مخالفتها لاحكام الشريعة بحجة التدرج.
اذا الشريعة غير مقامة الان على الاقل فلماذا تكفر وتلعن كل من خالفك طالما الشريعة لم ياتى بعد انة الهوى الذى يميل بصاحبة بعيداً عن الحق – فالناس لم تخرج لتحارب شرع الله او انها تحب الاباحيه وترغب فى الكفر بعد الايمان – ولكنها خرجت ضد صلاحيات تجعل رئيس الدولة دكتاتوراً دستورياً اقوى ممن كان قبلة دكتاتورا غير دستورى الناس لا تريد استخدام الدين لتعبيدهم للحكام انهم يريدون ان يكونوا عبيداً لله وحدة وليس لجماعة ما – تصنع حالة من الاغتراب عن المحتمع والولاء يكون لها وليس للوطن ولا للمجتمع جماعة تعيش فى ماضى يستعمر حاضرها الذى تريد ان تفرضه على الناس فهو ماضى خاص بهذه الجماعة الناس ترفض ان يفرض عليها فكراً يسلبهم ارادتهم فى الاختيار الحر ،فكراً يعيشون معه فى غيبوبة تفصلهم عن الواقع الذى يرغبون فيه وعن المستقبل الذى يتطلعون الية بانجازات حقيقية ملموسة.
ليس التمرد والخروج عن هذة الاطروحات كفراً او ردة ومحاولة للانفلات والاباحية فهذا من باب الارهاب الفكرى الذى يقودة بعض الرجال باسم الدين ،وقد اشار القرآن الكريم لهذه النوعيات فى قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا ان كثراًمن الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله فى اشارة واضحه جليه بان هناك من المنتسبين لرجال الدين هم الذين سيقدون الامة للضلال وسرقة اموالهم واحلامهم ومستقبلهم باسم الدين ويصدون عن سبيل الله.
ان الموروث الحضارى لهذا الوطن هو الاسلام الوسطى المعتدل الذى فيه عفة الاسلام ورحمتة فى ان واحد ، فان المسيحيين فى الشرق اصحاب موروث حضارى اسلامى فالمسيحيين فى مصر يعتبرون الزنى رذيلة كبرى ينفك بسبها عقد الزواج بينما فى الغرب الاوروبى اصحاب الاباحية فان الزنى فضيلة والعفة عندهم مرض نفسى .
فان دعاة الليبرالية الغير مقيدة بالموروث الحضارى لاهل الشرق وهو (الاسلام)-ايضاً مرفوض من اهلنا وشعوب هذه المنطقة لانها لبرالية اباحية تخالف عادات وتقاليد وديانة اهل الشرق – فالليبرالية الاباحية جعلت الانسان فى اوروبا لا يعرف له اصل فاصبحت انسابهم كانساب القطط والكلاب الضالة لا تستطيع ان تنسب كلب او قط الى ابيه اما فى الشرق فالمحافظة على الانساب كمالمحافظة على الدماء واكثر.
فكلا المتطرفين من الطرفين مرفوض وملفوظ وكل من غاب عن واقعة سوف يلفظه الواقع وسوف تتعاف الامم من هذه الدعوات لان متطلبات الحياة والبقاء وصناعة المستقبل اقوى من هذا الزيف الذى سوف يزول.