القدس المحتلة: ذكرت تقارير صحفية اسرائيلية ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يتوجه الى مجلس الامن الدولي للحصول على اعترافه بدولة فلسطينية مستقلة. وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ،في عددها الصادر اليوم الاثنين، "ان الرئيس عباس ادرك ان الولاياتالمتحدة سوف تمارس حق النقض "الفيتو" في مجلس الامن ضد أي مشروع قرار خاص بالدولة هذه ولذا قرر ان يتوجه بهذا الى الجمعية العامة للامم المتحدة للحصول على دعمها". ونقلت الصحيفة عن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين على صلة بالمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية قولهم "ان الرئيس عباس ابلغ الاتحاد الأوروبي بقراره هذا عدم التوجه الى مجلس الامن الدولي يوم 20 من شهر سبتمبر الجاري لطلب قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في المنظمة الدولية". واشارت الى "ان اسرائيل تعارض التحرك الفلسطيني حيث تعمل وزارة خارجيتها منذ اسابيع مع جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز الامن العام "شين بت" وجهاز الموساد على توزيع وثائق تؤكد ان العودة الى المفاوضات من شأنها تخفيف حدة التوتر والغضب ضد اسرائيل في المنطقة". ووفق الصحيفة فان "نشر هذه الوثائق يأتي قبل ان يصوت مجلس الامن الدولي على مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما انها تؤكد ان التغيرات التي تجري في العالم العربي تشكل تهديدا لاسرائيل مع انها يمكن ان تمثل فرصة لها لتحسين موقفها الديبلوماسي". وتوصي جميع هذه الوثائق وفق مصدر مقرب من وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك "بالعمل على احراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين". وذكرت الصحيفة ان الوزير باراك ابلغ خلال مشاركته في اجتماعات لمجلس الوزراء الاسرائيلي التي عقدت في الاونة الاخيرة رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من الوزراء "ان التركيز يجب يكون على مصالح اسرائيل الفعلية وليس فقط على القضايا الرمزية مثل الشرف الوطني الخاص بها". ونبه باراك الى "انه اذا لم تتحرك اسرائيل بشكل جدي لدفع عملية السلام فان اصدقاءها في الغرب سينظرون اليها على انها تشكل عقبة في وجه عملية السلام". ويعتقد باراك "انه لا يتوجب على مجلس الوزراء الاسرائيلي بحث قضايا تكتيكية فقط مثل الاعتذار لتركيا او بحث قضية اخلاء السفارة الاسرائيلية في القاهرة ولكن عليه دراسة قضايا استراتيجية خاصة بوضع اسرائيل في المنطقة". وعلى الصعيد نفسه ذكرت الصحيفة "ان فرنسا واسبانيا بالاتفاق مع دول الاتحاد الاوروبي عبر المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمنية كاثرين أشتون وصلا الى مراحل متقدمة من المفاوضات مع السلطة الفلسطينية للاتفاق على صفقة رزمة معها بشأن ما يجري". واضافت "ان هذه الصفقة سوف تمكن 27 دولة اعضاء في الاتحاد الاوروبي من التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة لصالح مشروع قرار يدعم تحسين وضع السلطة الفلسطينية في الاممالمتحدة لتصبح عضوا غير دائم فيها". ويحاول الاوروبيون الحصول على موافقة الولاياتالمتحدة للامتناع عن استخدام حق النقض "فيتو" ضد مشروع كهذا اضافة الى استمرار الدعم المالي المقدم منها للفلسطينيين مقابل وعد من الرئيس عباس بعدم العمل لجلب اسرائيل للمحاكمة امام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي. ومن المقرر ان يجتمع عباس اليوم الاثنين مع اشتون في القاهرة اضافة الى لقائه مع وزراء خارجية دول لجنة المتابعة العربية التابعة لجامعة الدول العربية. وسيناقش عباس خلال الاجتماعين الصفقة الديبلوماسية التي يجري العمل من اجل التوصل اليها وتشمل عدة عناصر مدرجة في حزمة يتم حاليا التفاوض بشأنها. وذكرت الصحيفة "ان الصفقة تشمل مطالبة الفلسطينيين للجمعية العامة للامم المتحدة برفع مستوى تمثيلهم في الاممالمتحدة الى مستوى يماثل ذلك الذي تتمتع فيه دولة الفاتيكان التي تملك صفة مراقب دائم العضوية في المنظمة الدولية". كما تشمل الصفقة تصويت غالبية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ال 27 لصالح مشروع قرار يدعم الطلب الفلسطيني المذكور على ان يشير هذا الى بند واضح يؤكد ان التصويت لصالح الفلسطينيين في الاممالمتحدة لا يتطلب من كل دولة اوروبية الاعتراف بدولة فلسطين على المستوى الثنائي. ويشكل هذا الطلب شرطا حاسما وضعته المانيا وايطاليا للموافقة على التصويت لصالح الفلسطينيين في الجمعية العامة للامم المتحدة وهو الامر والذي اذا ما قبله الفلسطينيون فانه يعني ان ما لا يقل عن 20 دولة من دول الاتحاد ال 27 ستصوت لصالحهم.