قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن تعهد حماس بتدمير إسرائيل بعد زعمها "الانتصار" في الصراع الذي دار الشهر الماضي في غزة يبرر إحجام إسرائيل عن التخلي عن مزيد من الأراضي للفلسطينيين. وكان خالد مشعل زعيم حركة حماس قد القي خطابا يتسم بالتحدي أمام الاف من أنصاره في قطاع غزة يوم السبت وتعهد فيه باستعادة كل شبر من أرض فلسطين التاريخية التي هي الآن إسرائيل قائلا انه لن يعترف بها.
وقال نتنياهو في اجتماعه الأسبوعي بحكومته "على مدى اليوم الماضي اكتشفنا الوجه الحقيقي لأعدائنا. ليست لديهم أي نية للتسوية معنا. أنهم يريدون تدمير بلادنا."
وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي انتقادات حادة هذا الأسبوع بعد إعلانه عن بناء دفعة ضخمة من المساكن للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين بعد حصول الفلسطينيين على اعتراف فعلي بدولتهم من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن نتنياهو قال أن إسرائيل لن تنسحب من جانب واحد من الضفة الغربية كما فعلت في غزة عام 2005 مشيرا إلى أن ذلك يهدد بخلق منطقة جديدة يمكن أن يستخدمها الفلسطينيون لإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية.
وقال "دائما ما تخيفني أوهام الآخرين المستعدين لمواصلة هذه العملية ثم يطلقون عليها سلاما".
وقال "نريد سلاما حقيقيا مع جيراننا لكننا لن نغمض أعيننا أو ندفن رؤوسنا في الرمال". وأضاف أن ذلك يستدعي تصدي إسرائيل "للضغوط الدولية".
وعلى الرغم من أن حماس ترفض الاعتراف بإسرائيل أو نبذ العنف قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه مستعد لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل على أساس خطوط ما قبل حرب 1967 التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وتوقفت المحادثات المباشرة بين الجانبين في 2010 بسبب مسألة بناء المستوطنات ودعا عباس - الذي يدير الضفة - منذ ذلك الوقت إلى المصالحة مع حماس التي سيطرت على قطاع غزة بعد حرب أهلية قصيرة مع قواته عام 2007.
ويدعو ميثاق تأسيس حركة حماس عام 1988 إلى تدمير إسرائيل واستعادة كل أراضي فلسطين تحت الانتداب لكن قادة حماس قالوا في السنوات الأخيرة أن الحركة من الممكن أن تعيش في سلام إلى جوار إسرائيل إذا صارت هناك دولة على كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وأبدى مسؤولون عديدون في حماس رغبة في التفاوض على وقف إطلاق النار لمدة ربما تصل إلى عشرات السنين مع إسرائيل.
وقال نتنياهو "المثير هو أن أبو مازن (عباس) من بين كل الناس لم يستنكر كلمات (حماس) الداعية لتدمير إسرائيل مثلما لم يستنكر من قبل الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل (من غزة)"
وأضاف "وهو للأسف يعمل على الوحدة مع حماس ذاتها المدعومة من إيران".
وتحتفل حماس باليوبيل الفضي لتأسيسها هذا الأسبوع وحولت الاحتفال إلى احتفال "بالنصر" بعد حربها التي استمرت ثمانية أيام مع إسرائيل الشهر الماضي والتي سقط فيها نحو 170 فلسطينيا وستة إسرائيليين اغلبهم من المدنيين قتلى.
وقتلت إسرائيل القائد العسكري لحماس خلال الهجوم وتقول انها دمرت ترسانة حماس من الصواريخ طويلة المدى وضمنت وقفا لإطلاق النار انهي الهجمات التي يشنها المسلحون من قطاع غزة.
وكان نتنياهو قد دفع خلال فترته الأولى كرئيس للوزراء بعملاء الموساد لاغتيال مشعل عام 1997 عندما كان من القيادات الوسطى للحركة في الأردن ردا على موجة من الهجمات الانتحارية الفلسطينية.
وأحبطت المحاولة وأدى ضغط الأردن إلى إفراج إسرائيل عن احمد ياسين الزعيم الروحي لحماس. وأسهمت هذه الخطوة في دفع مشعل إلى الصفوف الأمامية للحركة.
وقال وزير بحكومة نتنياهو ينتمي إلى حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء أن إسرائيل قد تعود إلى استهداف مشعل إذا لم تلتزم حماس بالهدنة التي عقدتها مع إسرائيل في 21 نوفمبر تشرين الثاني بوساطة مصرية.
وقال إسرائيل كاتز لراديو إسرائيل "قال انه يود أن يموت شهيدا وهناك احتمال كبير أن تتحقق هذه الأمنية الأخيرة ويصبح هدفا مشروعا إذا انتهك التهدئة."
ويقوم مشعل بأول زيارة له إلى غزة ومن المتوقع ان يعود إلى مصر يوم الاثنين. ويعيش مشعل بين الدوحة والقاهرة وهو حلقة الوصل في علاقات حماس الخارجية. مواد متعلقة: 1. نتنياهو ينتقد بشدة موقف المانيا من التصويت في الأممالمتحدة بشأن فلسطين 2. نتنياهو ال23 علي قائمة "فوربس" للشخصيات الأكثر نفوذا في العالم 3. نتنياهو : شعب إسرائيل سيتغلب على اعدائه اللدودين