أصبح بإمكان أطباء الأسنان أن يرصدوا وجود أمراض لدى مرضاهم عند معاينة أسنانهم غير أمراض الأسنان، مثل أمراض القلب والتهابات الكبد والفشل الكلوي وحتى حالات الولادة المبكرة بين النساء الحوامل، لذا حذر الأطباء من انتشار أمراض اللثة والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة وقاتلة في بعض الأحيان.. وفي هذا الصدد، توصلت أبحاث تركية حديثة أن الرجال في الثلاثينيات من عمرهم الذين يعانون من أمراض اللثة، كانوا أكثر عرضة بمعدل ثلاثة أضعاف للمعاناة من مشكلات في الانتصاب، بالمقارنة بأقرانهم ممن لا يعانون من التهابات اللثة. وأشارت الدراسة أن قرابة 53% من الرجال الذين يعانون من مشكلات فى الانتصاب، عانى نحو 23% منهم من أمراض والتهابات فى اللثة، بالمقارنة بالرجال الذين لا يعانون من تلك الالتهابات. ويعتقد الباحثون الأتراك أن العلاقة المحتملة بين مشاكل الأسنان واللثة وبين ضعف الأداء الجنسي والعقم، هو مدى سلامة الأوعية الدموية، حيث تحدث عملية الانتصاب نتيجة تحفيز وإثارة المراكز والحواس الجنسية في المخ مما يتسبب في استرخاء عضلات القضيب، وزيادة تدفق الدم إلى الأنسجة الإسفنجية بها ليتم غلق الأوردة للحفاظ على الدم من التدفق خارج المنطقة.
وقد استندت الدراسة على فرضية أن أمراض والتهابات اللثة، يمكن أن تقلل من مرونة بطانة الأوعية الدموية وأيضاً القدرة على الانتصاب.
كما توصل باحثون صينيون إلى أن رائحة الفم الكريهة نتيجة التهاب اللثة قد يعوق الحياة الجنسية ويسبب مشكلة في الانتصاب عند الرجال. وقد أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من معهد لوتشو الطبي في الصين على مجموعة من الجرذان التي تعاني من التهاب اللثة، أنها تسببت في إعاقة قدرة الانتصاب لديها. وأشار الباحثون إلى أن اكتشاف التهاب اللثة وعلاجه عند المريض الذي يشكو من مشكلة في الانتصاب قد يحسن صحته الجنسية. لكنهم أوضحوا أن الدراسة لا تعني أن ثمة ارتباطاً مباشراً بين اللثة والعضو الذكري، وإنما التهاب اللثة قد يكون مؤشراً على صحة سيئة بشكل عام ما يزيد مخاطر المعاناة من مشاكل الانتصاب. وذكر موقع "لايف ساينس" الأمريكي أن الباحثون ما زالوا بحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان الالتهاب هو سبب مشكلة الانتصاب. وأكد الدكتور ماين تيزال من معهد روزول بارك بوفالو للسرطان في نيويورك، أنه إذا كنت تعاني من التهاب اللثة عليك الحصول على العلاج فوراً والمحافظة على صحة فمك. اللثة والغذاء
وقد أكدت دراسات حديثة على وجود علاقة بين نوع الغذاء الذي يتناوله الإنسان وأمراض اللثة وتسوس الأسنان، مشيرة إلى أن العناية بصحة الفم والأسنان تبدأ منذ تكون الإنسان في رحم الأم، وذلك من خلال ما تتناوله الأم من أطعمة غنية بالعناصر الأساسية لتقوية الأسنان واللثة. وأوضح الدكتور خالد المنيلاوي استشاري طب وجراحه الفم والأسنان واستشاري طب أسنان الأطفال, أن العناية بصحة الفم واللثة والأسنان تتطلب مد الجسم بالكميات الكافية من فيتامينات "ا, ب, ج, د"، فضلاً عن العناصر الغذائية الأساسية. وأوصى المنيلاوي بتناول الجزر والقشدة والحليب والسبانخ وزيت كبد السمك والبيض لغناها بفيتامين "أ"، كما نصح السيدات بتناولها بكميات كبيرة أثناء الحمل. ويسبب نقص فيتامين "أ" ضعف الأغشية المخاطية للثة وتراجع مقاومتها للبكتيريا والميكروبات وحدوث التهابات شديدة تصل للتقرحات، مما يصيب اللثة بالضعف. وأشار المنيلاوي إلى أن فيتامين "ج" من أهم الفيتامينات المسئولة عن صحة اللثة وعظام الفك بوجه عام ويوجد بوفرة في الفواكه والخضراوات الطازجة والطماطم والفلفل والبطاطا، والتى نصح بتناولها طازجة دون طهي للاستفادة من خصائصها. وشدد المنيلاوي على ضرورة تناول البيض وزيت كبد السمك ومنتجات الألبان لاحتوائهما على فيتامين "د" الذي يسبب نقصه لين العظام وتسوس الأسنان, وتقدر الحاجة اليومية من هذا الفيتامين بنحو2.5 ميكروجرام قد تزداد مع الحمل والرضاعة. وتعد الخميرة وجنين القمح والكبدة من الأغذية الغنية بفيتامين "ب" المركب الذي يمنع من الإصابة بحرقان اللسان وتشققه والنزيف المستمر للثة, ويشترك فيتامين "ب" المركب مع حامض الفوليك الموجود في الكبد والكلاوي والخضراوات الطازجة واللحوم الحمراء والسبانخ في حماية اللسان من التقرح ونزيف اللثة. السواك علاج فعال
تعددت الدراسات لإيجاد علاج مناسب لتجنب مشاكل اللثة ومن هذه الوسائل السواك الذى نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف "لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"وفى صحيح البخارى عنه صلى الله عليه وسلم " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". وفى صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك ،وأصلح ما اتخذت السواك من خشب الاراك ونحوه وينبغى القصد فى استعمال السواك لما له من فوائد عديدة.
وأفاد الدكتور "عبد الباسط محمد" أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومى للبحوث المصرية، أن السواك يجلى الأسنان ويقوى عمودها ويمنع حفر اللثة كما أنه ينقى الدماغ ويشهى الطعام، كما أن السواك يشد اللثة ويقطع البلغم ويجلى البصر ويصفى الصوت ويعين على هضم الطعام ويسهل مجارى الكلام وينشط القراءة والذكر والصلاة ويطرد النوم، كما يستحب السواك فى كل وقت ويتأكد عند الصلاة والوضوء والانتباه من النوم حيث تغير رائحة الفم كما أنه يستحب للمفطر والصائم فى كل وقت. وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم السواك كفرشاة للأسنان ،فالرسول يدرك مدى أهمية الأسنان حيث إنها مدخل للصحة العامة ولقد استخدمه منذ قرون طويلة قبل أن يستخدم المعجون والفرشاة. وبتحليل مكونات السواك نجد أنه يتكون من الزيوت الطيارة وأملاح معدنية أهمها كلوريد الكالسيوم وكلوريد الصوديوم واكسالات الكالسيوم، وهذه المواد تقوم عليها صناعة معجون الأسنان. مواد متعلقة: 1. دراسة: غسل الأسنان مباشرة عقب الطعام يضر بها 2. دراسة: توجد علاقة بين انقطاع الطمث والأسنان 3. دراسة: مرضى الروماتويد أكثر عرضة لفقدان أسنانهم