أكد الدكتور محمد عمران رئيس البورصة المصرية أن ممثلو البورصات الافريقية أشادوا باستضافة القاهرة لمؤتمر الاتحاد في مثل هذا التوقيت، وجاء تأكيدهم للمشاركة عامل أساسي لتنظيم المؤتمر فى ميعاده. وقال عمران فى تصريح خاص ل "محيط" أن الاعتذار عن تنظيم المؤتمر فى الوقت الحالي يعطي رسالة خاطئة للمستثمرين بأن الحالة غير مستقرة فى مصر، مشيرا الى أن الأحداث السياسية لا تعوق مسيرة العمل بالقطاعات الاقتصادية، وان كانت البورصة تتأثر سلبا بالأحداث ويتأثر المستثمرين بتداعياتها.
فيما أشاد سونيل بينيمادو رئيس اتحاد البورصات الافريقية فى ختام المؤتمر بنجاح البورصة المصرية في استضافة مؤتمر الاتحاد وتنظيمه، مؤكدا على ضرورة تكرار الحدث مرة أخرى لتوطيد العلاقات، ومن أجل مزيد من التعاون بين أسواق المال الافريقية.
واختتمت اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر السنوي السادس عشر لاتحاد البورصات الإفريقية وشهد اليوم الثانى للمؤتمر انعقاد 4 جلسات، تناولت الحديث عن كيفية تحقيق الترابط والتناغم بين البورصات الإفريقية، وعرضت كل بورصة تجربتها الرائدة فى مجال أسواق المال.
واستعرض الدكتور محمد عمران رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية التجربة الرائدة لبورصة النيل كأول منصة تداول في الشرق الأوسط للشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل بشكل عام نسبة تتجاوز ال 70% من إجمالي اقتصاديات القارة. وهو أمر يستلزم الدفع بمزيد من الدعم لهذه الشركات ويجب أن تتضافر الجهود في هذا الصدد سواء عبر تسهيل حصول هذه الشركات على التمويل عبر قيدها في البورصات وكذلك ضرورة تسهيل الإجراءات التي تسبق طرح هذه الشركات للاكتتاب العام أو الطرح الخاص.
أشار عمران إلى أن البورصة المصرية أعلنت في وقت سابق عن عديد من التسهيلات للشركات الصغيرة والمتوسطة بما يدعم الشركات الراغبة منها في القيد مثل تخفيض رسوم القيد وتوفير جهات داعمة لهذه الشركات سواء كهيئات حكومية أو شركات استشارات مالية.
في ذات السياق تحدث رئيس اتحاد البورصات الإفريقية سونيل بانيمادو عن تجربة بورصة موريشويس التي يرأسها في مجال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن بلاده وبرغم صغر مساحتها تهتم بكافة أنواع النشاط الاقتصادي وتحرص على دعم الشركات الصغيرة وتشجيعها لقيد أسهمها بالبورصة.
وعلى صعيد القارة الإفريقية لفت بانيمادو إلى أن إفريقيا لا زالت لديها العديد من فرص الاستثمار غير المستغلة مشيرا إلى نيجيريا كمثال لبلد نفطي وبرغم تعدد الشركات المتوسطة العاملة لديها في مجال الخدمات النفطية إلا أنها غير ممثلة بشكل كاف في سوق المال لديها.
فيما استعرض الرئيس التنفيذي لبورصة نيجيريا، أوسكار أونييما، المؤشرات الإيجابية التي تحملها اقتصادات أفريقيا وما يمثله ذلك من فرص استثمارية مميزة يدركها جيدا المستثمرون من آسيا مشيرا إلى أن الصين كمثال تعد أحد أهم المستثمرين الآسيويين في إفريقيا.
بينما قال مصطفى بلتاكي، سكرتير عام اتحاد البورصات الأوروآسيوية "FEAS"، إن رأس المال دوما ما يبحث عن أسواق تتميز بإمكانية تحقيق العائد السريع وهو أمر يعتمد في المقام الأول على معدلات نمو الاقتصاد الكلي وعدد السكان وهو أمر تتميز به أسواق عديدة في آسيا وأفريقيا.
لكننا مازلنا في حاجة إلى مزيد من التفعيل لمبادئ الحوكمة على صعيد كافة الشركات في هذه الأسواق وهو أمر سينعكس سريعا وبشكل إيجابي على أحجام رأس المال السوقي لأسواق المال في كلتا القارتين.
وأشار إلى أن واحدا من أكبر التحديات التي تواجه أسواق المال هو اجتذاب شركات جديدة للقيد وتسهيل الإجراءات الخاصة بذلك عبر خطوات واقعية.
جدير بالذكر إن البورصات الإفريقية حققت معدلات نمو كبيرة خلال العامين الماضيين، ليصل حجم رءوس أموالها إلى نحو 3 تريليونات دولار، وأن الفرص الاستثمارية بأسواق المال الإفريقية تفوق بكثير أي فرص أخرى في العالم بحسب الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة المصرية.
وأشار الى أنه لا يوجد ركود في البورصات الإفريقية رغم ما شهدته أسواق المال العالمية جراء الازمة المالية العالمية وما تبعها من أزمات، لافتًا إلى أن العديد من الدول الإفريقية حققت معدلات نمو غير مسبوقة وصلت إلى 7%.
وأضاف عمران أن النمو الكبير المتوقع للاقتصادات الافريقية في ظل الفرص الاستثمارية الضخمة التى تشهدها القاهرة، تمثل ميزات إضافية لأسواق المال الافريقية وتجعلها اكثر جاذبية، مشيرًا إلى أن قارة يصل تعدادها إلى أكثر من مليار نسمة وتوجد بها كل المقومات الطبيعية والبشرية التي لا تزال غير مستغلة، تجعل فرص تحقيق طفرات اقتصادية بها أمر يسهل إنجازه ولكن تحتاج فقط التعاون بين دول القارة.
ولفت إلى أن أسواق المال الافريقية تفوقت كثيرا كأسواق ناشئة عن نظيراتها في أسيا وأمريكا اللاتينية، مطالبًا كل المسئولين في الدول الإفريقية النظر إلى المستقبل نظره تفاؤل، خاصة أن ما وصلت إليه القاهرة من تطور يؤكد أن إفريقيا تتغير وتسير في طريقها نحو الازدهار.
وكشف رئيس البورصة عن أن مسئولي البورصات الافريقية بالاتحاد وقعوا اتفاقًا لإنشاء مؤشر موحد يقيس أداء البورصات الإفريقية ووصل عدد الدول المشاركة في المؤشر حتى الآن 19 دولة، وينتظر فقط وضع النظام الأساسي لاختيار الشركات التى ستضم لهذا المؤشر.
مواد متعلقة: 1. قنديل يفتتح المؤتمر السنوي لإتحاد البورصات الأفريقية الاثنين المقبل 2. «قنديل»: أسواق المال فى إفريقيا تساهم في دعم الإقتصاد الوطنى