بدأ اليوم المؤتمر السنوي لاتحاد البورصات الإفريقية الذي تستضيفه القاهرة لمدة يومين بمشاركة بورصات 23 دولة إفريقية؛ حيث قام بافتتاحه الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، وقيادات البورصة المصرية وعدد من الخبراء والشركات العاملة بالقطاع المالى فى مصر. وكشف قنديل عن أن الحكومة استردت نحو 20 مليار جنيه حتى الآن نتيجة تسوية عقود وقضايا مع 46 شركة، وهناك المزيد ينتظر الإعلان عنه في الفترة المقبلة بعد الانتهاء من تسويته.
وقال قنديل خلال افتتاحه المؤتمر أن مصر تمر بلحظات تاريخية خلال هذه الفترة يصاغ فيها تاريخ جديد لمستقبلنا لكنها في نفس الوقت تواجه العديد من التحديات الصعبة والخطيرة"، معربا عن ثقته في التغلب عليها بإخلاص العمل والنوايا تجاه مصر.
وقال رئيس مجلس الوزراء، إنه بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور، إن مصر جزء من إفريقيا والتى تغيرت نظرة العالم اليها فى الخمس سنوات الماضية، وأصبحت فرصة لكل المصريين.
وأضاف رئيس الوزراء، فى كلمته صباح اليوم أن مصر شهدت خلال الأيام القليلة الماضية انتهاء الجمعية التأسيسية من كتابة الدستور الجديد، والذى من المقرر إجراء الاستفتاء عليه خلال أيام يعقبه انتخابات مجلس الشعب مما يشير إلى قرب انتهاء الفترة الانتقالية.
وأوضح أن مصر توفر العديد من الفرص الاستثمارية برغم المناخ الصعب الذى تمر به، لافتاً إلى أن هناك فرقا واضحا فى التعامل مع النظام السابق والحالي، موضحاً أن مصر قادرة على التغلب على جميع التحديات الاقتصادية التى تشهدها خلال الفترة الراهنة، مضيفاً أن أسواق المال فى إفريقيا لها دور كبير فى دعم الاقتصاد الوطنى عن طريق تعظيم الاستفادة من الاستثمارات الموجودة فى معظم الأسواق الأفريقية.
وأشار الى ان مصر تشهد تغيرات ديمقراطية تاريخية وتبذل الحكومة المزيد من الجهد لتحقيق طموحات وتطلعات المصريين بعد ثورة 25 يناير"، مشيرًا إلى أنه قبل أيام كانت هناك خطوة تاريخية تمثلت في إنتهاء اللجنة المتخبة من الشعب من صياغة دستور الشعب والذي طرح للاستفتاء يعقبه مباشرة انتخاب برلمان جديد بما يمثل انتهاء المرحلة الانتقالية التى تشهدها البلاد منذ نحو العامين.
وأكد أن مصر باتت تشهد ديمقراطية حقيقية ستؤدي إلى خلق مزيد من فرص الاستثمار وإعادة بناء الاقتصاد والنمو به، ونجحت الحكومة قبل أيام في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار، بعد طرح مصر برنامج إصلاح اقتصادي وطني.
وأشار إلى أن هذا القرض سيمهد الطريق أمام الحصول على تمويل إضافى من الخارج يسهم في خفض عجز الموزانة، فضلا عن أهمية القرض والذي يمثل شهادة ثقة دولية بأن الاقتصاد المصري يسير في الاتجاه الصحيح.
وأوضح الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاحه المؤتمر السنوى لاتحاد البورصات الأفريقية، أن الحكومة تسير على ثلاث خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، تمثل الخطة قصيرة الاجل والتى تمتد حتى عام 2014 في العمل على تقليص عجز الموازنة وإصلاح الفساد الذي كانت تشهده البلاد في عهد النظام السابق، بجانب تحقيق نمو مستهدف بنسبة 3.5 في المائة.
ونوه بأن الخطة متوسطة الأجل تمتد حتى عام 2017 وتستهدف تحقيق النمو المستدام وتحقيق معدل نمو 4.5%، فيما تستهدف الخطة طويلة الأجل والتى تستمر حتى عام 2022 تحقيق معدل نمو 7%.
وكشف عن أن الدولة في حاجة إلى استثمارات تصل إلى 276 مليار جنيه، يأتي أغلبها من القطاع الخاص، اعتمادا على توفير مناخ جاذب للاستثمار ومشروعات حقيقية منها ما هو مشروعات صخمة وكبرى في جنوب مصر وشمالها بالإضافة إلى محور قناة السويس، مع الاهتمام أيضا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أن عجز الموزانة بلغ الآن نحو 168 مليار جنيه، وقال: "إن الحكومة تتبنى حاليا التدابير اللازمة لتقليص هذا العجز من خلال إعادة هيكلة الدعم وضمان وصوله إلى مستحقيه"، موضحا أن بقاء الدعم كما هو عليه سيؤدي إلى أن الفقير سيزداد فقرًا، والغني يزداد غنى.
وأكد أن مصر ماضية نحو استعادة مكانتها القيادية في إفريقيا ولديها التزام كامل تجاه القارة، وعلينا العمل سويا من أجل تحقيق النمو والازدهار لقارتنا السمراء التى تملك كل المقومات البشرية والطبيعية لذلك.
وأعرب رئيس الوزراء عن شكره لممثلي البورصات الإفريقية وجميع الحضور بالمؤتمر لإصرارهم على القدوم إلى مصر رغم ما يشاهدونه عبر شاشات التليفزيون عن الأوضاع في مصر، مشيرًا إلى أن ذلك رسالة ثقة كبيرة في مصر.
وأكد أن إفريقيا لديها فرص استثمارية عملاقة يجب على مستثمري العالم النظر إليها بنظره مختلفة عن تلك التى كانت في الماضي، لافتا إلى أن الربح المتوقع من تلك الفرص يزيد بأكثر من 70 في المائة عن أي استثمارات في أي منطقة أخرى بالعالم.
من جهته، قال الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة المصرية، إن البورصات الإفريقية حققت معدلات نمو كبيرة خلال العامين الماضيين، ليصل حجم رءوس أموالها إلى نحو 3 تريليونات دولار، وأن الفرص الاستثمارية بأسواق المال الإفريقية تفوق بكثير أي فرص أخرى في العالم.
وأوضح أنه لا يوجد ركود في البورصات الإفريقية رغم ما شهدته أسواق المال العالمية جراء الازمة المالية العالمية وما تبعها من أزمات، لافتًا إلى أن العديد من الدول الإفريقية حققت معدلات نمو غير مسبوقة وصلت إلى 7%.
وأضاف عمران أن النمو الكبير المتوقع للاقتصادات الافريقية في ظل الفرص الاستثمارية الضخمة التى تشهدها القاهرة، تمثل ميزات إضافية لأسواق المال الافريقية وتجعلها اكثر جاذبية، مشيرًا إلى أن قارة يصل تعدادها إلى أكثر من مليار نسمة وتوجد بها كل المقومات الطبيعية والبشرية التي لا تزال غير مستغلة، تجعل فرص تحقيق طفرات اقتصادية بها أمر يسهل إنجازه ولكن تحتاج فقط التعاون بين دول القارة.
ولفت إلى أن أسواق المال الافريقية تفوقت كثيرا كأسواق ناشئة عن نظيراتها في أسيا وأمريكا اللاتينية، مطالبًا كل المسئولين في الدول الإفريقية النظر إلى المستقبل نظره تفاؤل، خاصة أن ما وصلت إليه القاهرة من تطور يؤكد أن إفريقيا تتغير وتسير في طريقها نحو الازدهار. مواد متعلقة: 1. قنديل يتلقى تقارير حول تأثر الأحداث الجارية على عمل الأجهزة الحكومية 2. قنديل يفتتح المؤتمر السنوي لإتحاد البورصات الأفريقية الاثنين المقبل 3. قنديل يجتمع بوزير السياحة ورئيسي جهاز تنمية سيناء وهيئة التنمية السياحية