أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده للتنازل عن رئاسة حكومة المستقلين التي نص اتفاق القاهرة على تشكيلها إذا كان ذلك الأمر من شأنه إتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي المتواصل منذ سنوات. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصادر فلسطينية قولها أن عباس عبر عن رغبته بالتنازل عن رئاسة حكومة المستقلين التي اتفق على تشكيلها وفق إعلان الدوحة لإتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي المتواصل منذ منتصف عام 2007.
ومن جهته رفض نمر حماد المستشار السياسي لعباس نفي أو تأكيد استعداد عباس للتخلي عن رئاسة الحكومة المنتظرة لإنهاء الانقسام، مشيرا إلى أن تولي رئاسة عباس لحكومة المستقلين التي نص اتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع في القاهرة على تشكيلها هو اقتراح الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإنهاء الأزمة التي كانت تدور حول شخصية رئيس الوزراء، حيث قبل الرئيس الفلسطيني ذلك الاقتراح ووافق على رئاسة الحكومة لحل تلك المشكلة، وتم التوقيع على ذلك فيما بات يعرف لاحقا ب "إعلان الدوحة" الذي رعاه أمير قطر.
وفي إعادة السؤال مرة أخرى بشأن استعداد عباس للتنازل عن رئاسة حكومة المستقلين لإنهاء الانقسام، قال حماد 'هذا كان اقتراحا قطريا ووافق عليه خالد مشعل لحل الأشكال الذي كان قائما ولم يكن مطلب الرئيس أن يكون رئيسا للحكومة".
مشيرا إلى أن الذي عرقل إعلان الدوحة ليس تولي عباس رئاسة الحكومة وفق اقتراح الأمير القطري بل رفض حماس السماح بتحديث سجل الناخبين في غزة ورفضها تحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وذلك الأمر الذي أصر عليه الرئيس الفلسطيني قبل تشكيله للحكومة.
وأضاف "المشكلة لم تكن بان الرئيس هو رئيس الحكومة أم لا، المشكلة كانت أنهم كانوا بدهم- حماس - ان تتشكل الحكومة من قبل الرئيس وبعدها يتم بحث الأمور الثانية، والرئيس رفض لأنه لم يكن هناك اتفاق على التفاصيل الأخرى مثل تحديد موعد إجراء الانتخابات التي نص عليها اتفاق القاهرة. فالحكومة التي اتفق عليها تكون مرحلة في الوسط وليس البدء بتشكل حكومة برئاسته".
وأشار حماد إلى أن هناك تضاربا في مواقف حماس بشأن المصالحة، منوها إلى تصريحات الدكتور محمود الزهار احد قادة الحركة البارزين الذي كشف السبت عن تقديم شكوى للجهاز القضائي في غزة ضد عباس ويطالب باعتقاله إذا دخل القطاع بتهمة اتهام الزهار بأنه هرب في حرب إسرائيل عام 2008 على القطاع إلى مصر.
وأضاف "هناك فرق شاسع ما بين الذي يقوله مشعل والذي يقوله الزهار، فمع من مطلوب منك أن تتفق، فواحد يقول بدي ارفع دعوى على أبو مازن وبدي اطلب من القضاء اعتقاله، وأخر يؤكد ضرورة المصالحة ويعلن موافقة حركته على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967". مواد متعلقة: 1. عباس: الطلب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة الفرصة الأخيرة للسلام 2. عباس : قرارنا النهائي هو الذهاب الى الأممالمتحدة 3. ابو مرزوق: هناك خطوتين علي عباس اتخاذهما لتحقيق المصالحة