رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم اجتياح قطاع غزة المحاصر كان الأفضل، بالرغم من الغضب الذي اعترى الإسرائيليين. ولفتت الصحيفة البريطانية - في تحليل نشرته الأحد وأوردته على موقعها الإلكتروني - إلى وجود ثلاثة آراء بشأن اجتياح غزة: الأول أشار إلى أن هناك اتجاها متزايدا للنفعية البراجماتية في حركة حماس التي كانت على استعداد لفرض وقف إطلاق النار واتخاذ إجراءات وقائية لوقف الهجمات ضد إسرائيل، إلا أن الجدل على الجانب المقابل أشار إلى إن إسرائيل بحاجة لإجراء تغيير النظام بالقوة في قطاع غزة، وفي حال لم تقم إسرائيل بذلك في الوقت الراهن، فسيتعين عليها ذلك في المستقبل.
أما الرأى الوسط - حسبما الصحيفة - فتمثل في أن السياسة الإسرائيلية الحالية هي سياسة موجهة ووقف إطلاق النار مع حماس من شأنه أن يعزز ذلك، وهذا ضد مصلحة إسرائيل؛ وبدلا من ذلك يجب على إسرائيل إعادة بناء قوة ردعها التي من شأنها أن تكون عامل تهديد بالنسبة لغزة.
وأوضحت أن الردع هو مفهوم غير متبلور، ولا يمكن إدراك وجوده إلا عقب وقوع هجوم على أرض الواقع .. مشيرة إلى أن الثلاثي الإسرائيلي - نتنياهو ووزير حربه إيهود باراك ووزيرالخارجية أفيجدور ليبرمان - زعموا انتصار إسرائيل بعد ثمانية أيام من القصف الجوي على قطاع غزة، وعقب ذلك أعلنوا بناء الردع مرة أخرى.
ونوهت الصحيفة إلى أن قرار نتنياهو وحكومته بعدم اجتياح غزة بريا كان الأفضل على الإطلاق، بالرغم من أن الإسرائيليين توقعوا أكثر من ذلك، ولا سيما المتواجدين في جنوب البلاد الذين عانوا عشر سنوات من إطلاق الصواريخ من غزة (على حد تعبيرها)..معتقدين بأنه في الوقت الذي اغتيل فيه قائد الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري فإن نتنياهو كان سينهى مالم ينهه سلفه إيهود اولمرت خلال عملية الرصاص المصبوب عام 2008-2009.
وخلصت "الجارديان" إلى أنه مع إعلان نتنياهو عن بناء قوة الردع لن يكون عليه سوى إثبات ذلك..مشيرة إلى أن عامل الوقت سيكون الاختبار الوحيد بالنسبة له. مواد متعلقة: 1. مطالبات باجتياح غزة أو توقيع اتفاق مع حماس 2. مسئول إسرائيلي: مستعدون لاجتياح غزة برياً 3. تحذير إسرائيلي باجتياح غزة إذا واصلت حماس تسلحها من جديد