تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأربعاء عددا من القضايا المهمة. ففي مقاله بصحيفة الشروق، تساءل فهمي هويدي "هل يعقل أن يكون تحطيم الأهرامات وأبو الهول والمعابد الفرعونية موضوعا للمناقشة في بلد يريد أن ينهض ليدخل التاريخ؟"، وقال "هب أن مخبولا قال هذا الكلام، واقتنع فعلا بأن ما ينكره يجب أن يختفي من على وجه الأرض، فهل يعقل أن يأخذ العقلاء والراشدون كلامه على محمل الجد؟".
وأوضح أنه بدلا من أن يقترح أحدهم إحالة صاحب الكلام إلى مصحة للأمراض العقلية والنفسية، وجدنا منابر إعلامية تردد الكلام وتشيعه بين الناس، ومثقفين يعبرون عن استنكاره ويستخرجون منه الدلالات التي لابد أن يكون من بينها ليس أن الرجل مريض ويستحق العلاج، ولكن أن مناخ التدين الذي شاع في البلد استدعى هذه الأفكار وشجع أصحابها على الجهر بها.
وأشار هويدي إلى أنه يتحدث عن ضيف من قيادات ما يسمى "السلفية الجهادية" استضافه برنامج تلفزيوني وقدمه إلينا لكي يلوث أسماعنا بهذا الكلام، ويحاول إقناعنا بأن الحضارة الفرعونية حضارة كافرة، وأن الأهرامات وأبو الهول وما شابهها ليست سوى أصنام يجب تحطيمها كما فعل النبي إبراهيم وكما فعل النبي محمد عليه الصلاة السلام مع الأصنام التي أقامتها قريش!.
واختتم مقاله بتأكيد أن أمثال هذا المتحدث ممن يتحاشاهم المجتمع "ويمكن توزيعهم على عنبرين في أي مصحة عقلية أو نفسية"، موجها الاتهام لوسائل الإعلام بانتقاء هولاء الضيوف وتقديمهم كرموز للحركة الإسلامية.
وفي عموده بعنوان "هناك فرق" في صحيفة الأهرام" قال فاروق جويدة، "برغم كل ما حدث فى معركة الانتخابات الأمريكية بين اوباما ورومنى انتهى كل شئ بشكل حضارى بإعلان النتيجة وفوز الرئيس أوباما، لم يأخذ المرشح المهزوم فريقا من رجاله ويهاجم البيت الأبيض ليمنع الرئيس المنتخب من الوصول إليه، ولم يخرج رومنى على شاشات التليفزيون يلعن الرئيس أوباما ويقول انه كان أحق منه بالبيت الأبيض".
وأضاف "حدث الشئ نفسه حين خرج الرئيس ساركوزى مهزوما فى الإنتخابات الفرنسية وظهر فى اليوم التالى لفوز الرئيس هولاند برئاسة فرنسا يعانق الرئيس المنتخب ولا يخجل من هزيمته مع انه كان يسكن قصر الإليزيه وتحت إدارته كل شئون الدولة"، موضحا أن هذه النماذج الحضارية فى السلوك تمثل الروح الحقيقية للديمقراطية بعيدا عن اساليب التزوير والإقصاء والاستيلاء على السلطة بالقوة.
وتابع "الدول التى تخطو خطواتها الأولى نحو الديمقراطية يجب ان تتعلم اولا اصولها فى الحوار وثقافة الإختلاف وان تحترم نتائج صناديق الانتخاب وأن تدرك أن الوصول للسلطة ليس هدفا فى حد ذاته ولكنه وسيلة لخدمة الشعوب وتحقيق العدالة وإقامة دولة عصرية متقدمة".
وأشار إلى أنه في الدول المتقدمة تنتهى كل الصراعات والمعارك مع إعلان النتيجة ويعود المواطنون إلى اعمالهم أما عندنا فمازال الشارع يغلى ومازال التراشق بالاتهامات والاعتصامات والمظاهرات وقبل هذا كله شعب لا يعمل.
وأكد جويدة أن ابسط القواعد الديمقراطية فى العالم هي الإعتراف بالرأى الآخر وإرساء مبدأ الحوار واختلاف الأفكار وإذا غابت هذه الأشياء والمفاهيم فإن الديمقراطية تتحول إلى فوضى ويصبح من الصعب بل من المستحيل تحقيق الأمن والاستقرار.
وفى عموده "بدون تردد" بجريدة "الأخبار" ، حذر محمد بركات من أن الحالة الاقتصادية المصرية قد وصلت الى مرحلة بالغة السوء والخطر، وحافة الهاوية منذ عدة شهور.
وقال :أسباب ذلك واضحة وضوح الشمس،حيث توقفت عجلة الانتاج،وتعطلت طاقة العمل في مؤسسات ومصانع وشركات كثيرة، وهو ما أدى إلى ضعف الصادرات وزيادة الاستيراد، في ذات الوقت الذي زاد فيه معدل الاستهلاك.،وقد واكب ذلك تفشي الفوضى والخروج على القانون وغيبة الانضباط وانتشار حالة من التوتر والاحتقان وعدم الاستقرار على كافة المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية.
وتابع:يحدث ذلك في ظل ما نراه ونشاهده من اختلاف عام بين جميع الآراء، وتنافر تام بين وجهات النظر، وصدام حاد في الرؤى بين كافة القوى والفعاليات والجماعات والأحزاب المتواجدة على الساحة، والتي تشكل في مجملها النخب والرموز السياسية والاجتماعية في مصر.
ووجه حديثه الى هذه القوى والأحزاب قائلا: ياسادة أنتم غارقون في خلافاتكم، والبلد غارق في أزمة اقتصادية حادة،...وعامة الناس هم الذين يدفعون الثمن. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية