بعد أن كان تغطية المرأة لشعرها ممنوعاً منعاً باتاً في بعض الوظائف، على رأسها الأعمال الخاصة بالسياحة والظهور على شاشات التليفزيون ،هذا الموضوع قد شهد الكثير من السجال، إلا أن المرأة الآن أصبحت حرة في ارتداء ما تشاء من الزي. وكان أول الفائزين بتلك الحرية مذيعات التليفزيون ، ثم خرجت علينا شركة مصر للطيران لتعلن تعميم صعود المضيفات المحجبات علي الطائرات المتجهة إلي الدول العربية، وذلك بعد يومين من الموافقات علي صعودهن علي رحلات جدة والمدينة المنورة .
دون إجبار
من جانبه أعلن المهندس عبد العزيز فاضل نائب رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أن الموافقة على ارتداء المضيفات للحجاب على طائرات الشركة جاء بناء على رغبتهن وأنه لن يتم إجباريا على باقي المضيفات.
وقال :"إن الشركة تقوم حاليا بتصميم غطاء للرأس للمضيفات المحجبات، حيث سيتم الموافقة على صعود المحجبات علي رحلات الشركة المتجهة إلى مختلف دول العالم بعد الانتهاء من هذا الزي المخصص للمحجبات بينما يتم حاليا الموافقة على سفر المضيفات على باقي الرحلات العربية".
وأضاف فاضل أن الزي الجديد للمحجبات لن يعوق عملهن لخدمة الركاب على الطائرات كما لن يتم إجبار باقي المضيفات غير المحجبات على ارتداء هذا الزي ومن ترغب من المضيفات علي ارتداء الحجاب فلن يؤثر ذلك على عملها.
وترحيباً بهذا القرار قالت مايسة عبد الهادي كبيرة المضيفات "إننا نحمد الله علي تحقيق حلمنا بارتداء الحجاب ونشكر وزير الطيران المدني سمير إمبابي ورئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الطيار توفيق عاصي لاستجابتهما لطلب المضيفات الجويات بارتداء الحجاب والذي بدأ برحلات جدة والمدينة يوم الخميس الماضي ثم تعميمه علي كل الرحلات العربية بداية من اليوم".
وأضافت أن القرار سيتم تعميمه علي كل رحلات مصر للطيران لأوروبا وأمريكا وشرق آسيا بعد استلام الكاب الخاص بزي الحجاب، الذي من المقرر انتهاء عملية تصميمه، أواخر الشهر الحالي، حيث دفع القرار الجريء والعادل العشرات من المضيفات لارتداء الحجاب.
ومن المتوقع أن يصل عدد المضيفات المحجبات خلال الأسابيع المقبلة لنحو 300 مضيفة من بين 900 مضيفة تعملن بمصر للطيران.
"أخونة أم حق"
وكان التليفزيون المصري يرفض منذ إنشائه عام 1960 ظهور المحجبات على شاشته، رغم عدم وجود قرار صريح بذلك، ومن بين المذيعات اللاتي منعن من الظهور بعد ارتدائهن الحجاب، الإعلامية كاميليا العربي، أشهر مذيعات التلفزيون المصري في السبعينيات، وأحيلت لعمل آخر بعد ارتدائها الحجاب؛ ما دفعها لتقديم استقالتها.
ولكن منذ شهرين تقريبا سمح لهم بالظهور على شاشات التيفزيون بالحجاب ، واثار ظهور أول مذيعة محجبة على شاشات التليفزيون المصري لتقديم نشرة الأخبار ردود فعل واسعة ومتباينة فالبعض اعتبر هذا في إطار ما وصفوه بأخونة الدولة والتي تبدأ عادة على حسب رؤيتهم بأخونة الإعلام.
في حين يراه البعض الآخر بأنه حق أصيل كان ضائعا خلال السنوات الماضية، حيث لم يشهد التليفزيون المصري ظهور مذيعة محجبة على شاشته خلال السنوات الأخيرة.
وأِشارت المذيعة المحجبة فاطمة نبيل إلى أن الكثيرات ممن يرتدين الحجاب يستطعن أن يؤدين دورهن بكفاءة في موقع المذيعة على عكس ما يعتقد الكثيرون، مؤكدة على أنها لا تنتمي ل"جماعة الإخوان المسلمين" كما يردد البعض ولكن كل ما حدث أن وزير الإعلام أعاد إليها حقها في العمل كمذيعة.
وتوالت ردود الأفعال حول هذا الموضوع حيث جاءت أغلب ردود الأفعال مؤيدة لظهور فاطمة نبيل بحجابها على شاشات التليفزيون المصري فهي مواطنة كاملة الحقوق، في حين سخر البعض مما وصفوه بتضخيم ظهور مذيعة محجبة على شاشة التليفزيون .
مواصفات للظهور
من جانبه أكد إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري سواء كان مذيع أو مذيعة فهناك مواصفات تتعلق بالظهور على الشاشة من الثقافة العامة، وحسن وسلامة النطق ومعرفة اللغات الأجنبية، والإجادة للغة العربية الفصحى، فإذا انطبقت الشروط سواء على المذيعة أو المذيع سواء كانت محجبة أو غيره، فالحجاب أو اللحية ليس جواز مرور في الظهور على الشاشة، إنما تطبيق المواصفات المهنية لمن يريد أن يصبح مذيعا في التليفزيون.
وحول هذا الموضوع قالت الإعلامية المصرية ريهام السهلي إنها لن توافق على ارتداء الحجاب بالقوة مقابل استمرارها بالعمل الإعلامي في ظل سيطرة الإخوان المسلمين، مؤكده أنها على استعداد تام لترك العمل الإعلامي في حال حدث ذلك.
وأضافت ريهام :"رغم اقتناعي بالحجاب إلا أنني لن ارتديه"، مضيفه أن الحكم على الإعلامية لن يكون بارتدائها الحجاب من عدمه وإنما يتعلق بالكفاءة والخبرة، ولو تحول الحكم لذلك فيعني أننا تعيش في ظلم يشبه العهد البائد.
مخاوف إسرائيلية
وحتى في إسرائيل أثار السماح للمذيعات المصريات بالظهور بالحجاب ردود فعل شعبية متفاوتة، ونقاشاً حاداً وصل حد الخلاف على ضوء الاختلاف بالرأي بين المتدينين والعلمانيين اليهود وحتى بين العلمانيين أنفسهم في حالات أخرى، بعد أن أعرب معلقون على الأخبار في المواقع العبرية عن خشيتهم من وصول الظاهرة إلى إسرائيل، فيما اعتبرها آخرون حقاً ديمقراطياً.
وبين الفتنة بسبب خلاف المواقف والانبهار بالخيار الديمقراطي الذي يوفره النظام المصري الجديد برئاسة الدكتور محمد مرسي، تداول الإسرائيليون مئات، ليتبين منها جانب من جوانب الخلافات والكراهية الإسرائيلية الداخلية بين من يريدون إسرائيل دولة شريعة ومن يريدونها بعيدة عن الدين.
وأوضح بعض المعلقين المؤيدين للخطوة "أن هناك ردوداً لفئة تعاني من مشكلة في فهم المقروء، وتتعامل مع الخبر وكأنه تم فرض الحجاب على المذيعات المصريات وهذا غير صحيح، فكل ما في الأمر أنه تم السماح لمن ترغب بالحجاب بالظهور على الشاشة في حين أن مبارك كان يخشى من أية رموز إسلامية في القنوات المصرية". "لو كان الخبر يشير إلى فرض النظام للحجاب لاختلف الأمر، ولكن هذه حرية، فمثلما من حق غير المتدينات الظهور على الشاشة فكذلك من العدل السماح للمتدينات بالأمر نفسه وهذا منطقي".
وردت متدينة يهودية على إسرائيليين وصفوا المتدينين اليهود في تعليقاتهم بأنهم "متخلفون" و "بحاجة إلى فحوصات نفسية "، ب"راجع نفسك ومعلوماتك حول الديانة. لو تعلم أية مرارة أتمناها لك في حياتك (بسبب هذا الموقف) .
وقال أحد الرافضين للفكرة، عبر موقع "واينيت" :"هذه ليست حرية ولا عدالة"، "نحن نسير على هذا الطريق أيضا والانتخابات القادمة (في إسرائيل) ستحمل نتائج كارثية"، "قريبا ستمنع المذيعات اللواتي لا يضعن غطاء على رأسهن من الظهور على التليفزيون"، "أية حريات شخصية هذه التي يتحدثون عنها... هذا مرفوض".
وتمادى بعض المعلقين الإسرائيليين المناهضين للدين في آرائهم ، ومعتبرين أن "الربيع العربي بدأ يتحول إلى خريف"، و "مصر باتت تغرق بالظلمات"، ومهاجمين الحركات اليهودية الدينية ومنها حركة "شاس" معتبرين أنها تضطهد المرأة اليهودية.
ولاقت تلك التعليقات رفضا وسخطا في أوساط المعلقين من المتدينين اليهود وحتى في أوساط غير المتدينين الذين يؤمنون بالحريات الفردية. مواد متعلقة: 1. مذيعة ترتدي الحجاب لتكشف حقيقة السلفية 2. أول مذيعة محجبة في مصر: النظام القديم أجبرني على العمل ك«محررة» 3. قص شعر تلميذة لإجبارها علي الحجاب .. جريمة مخلة