اعتبر الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان أن فوز الرئيس باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية يعد بمثابة تغاض من قبل الشعب الأمريكي عما ارتكبه أوباما من أخطاء ومنحه فرصة ثانية لتفادى مثل هذه الأخطاء في المستقبل عازيا ذلك إلى محاولاته المضنية لإصلاح ما تعانيه البلاد من أزمات متفاقمة. ووصف الكاتب الأمريكي ، في سياق مقاله الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وبثته على موقعها الإلكتروني اليوم الاربعاء ، تصريح زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ميتش ماكونيل في أكتوبر 2010 بشأن أن الهدف الأول للحزب الجمهوري هو منع إعادة إنتخاب أوباما لفترة رئاسة ثانية والاكتفاء بالمدة السابقة، بأنه "مروع"،خاصة بالنظر إلى كافة المشاكل التي واجهتها البلاد على مدى السنوات الأربع الماضية من زيادة عبء الديون إلى التكيف مع العولمة ثم البطالة ويعقبها تحديات تغير المناخ فخطر الإرهاب.
ورجح فريدمان أن يكون تصريح ماكونيل هو ما أظهر الفارق بين الديموقراطيين والجمهوريين مشيرا إلى أن خسارة الجمهوريين إنما تأتي بسبب الحالة الاقتصادية الهشة للبلاد، ولكن في حال لم يفز أوباما، كان سيعزى نجاحهم إلى فائض السخرية التي يتميزون بها ونقص الأفكار الجديدة وفيض الأفكار التي وصفها ب"السيئة" سواء عن الهجرة أو المناخ أو كيفية توفير فرص العمل أو الإجهاض وغيرها من القضايا الاجتماعية.
وشدد الكاتب الأمريكى فريدمان في مقاله بالنيويورك تايمز على فكرة أن العديد من الأمريكيين الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع لم يكن يعتريهم الحماس لانتخاب أي من المرشحين، إلا أنه مع ذلك يبدو أنهم قرروا في نهاية الأمر أن أوباما هو المفضل لديهم وأنه لم يحصل على فرصته الكافية في المرة الأولى وهاهم في طريقهم لمنحه فرصة ثانية.
وتابع الكاتب قائلا "وبالرغم من أنه يبدو أن الغالبية الأمريكية اختارت في نهاية الأمر "الأمل والتغيير" مرة أخرى، إلا أنها لم تصوت على أي من مبادرات أوباما، بل كان التصويت على شخص أوباما نفسه وكأنهم يحثونه على السعى أكثر من ذي قبل وبذل المزيد من الجهد والتعلم من أخطائه والتركيز على الأزمة الاقتصادية، حتى يستطيع أن يشعر بالرضا كل من اختار أوباما".
وتابع فريدمان قائلا إن هذا هو السبب الحقيقي الكامن وراء فوز أوباما "الساحق والمدمر" للحزب الجمهوري، فأمريكا البلد ذات نسبة ال8% من البطالة فضلت إعطاء أوباما فرصة ثانية بدلا من انتخاب رومني داعيا الحزب الجمهوري إلى ضرورة جمع شتات نفسه وإعادة ترتيب أفكاره.
ورأى فريدمان أن أكبر التحديات الداخلية التي يتعين على أوباما التصدى لهاخلال السنوات الأربع المقبلة ستكون الطريقة التي سيتعامل بها الشعب الأمريكي مع التغيرات في العولمة والتكنولوجيا والأسواق مؤكدا أنه يتعين على المدى القصير إقرار أجور مناسبة وتوفير فرص عمل ذات مهارات وكفاءات عالية.
وخلص الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في ختام المقال ، إلى أنه عقب فوز باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية، يتعين عليه فهم مغزى منح الشعب الأمريكي فرصة ثانية له مشددا في نفس الوقت على أنه على الجمهوريين العمل بكد بالغ لفهم مجريات الأحداث وسبب خسارتهم التصويت الشعبي.
مواد متعلقة: 1. ليبرمان : فوز اوباما يبشر بأربع سنوات من التعاون والصداقة 2. الناتو يهنئ اوباما ويشيد بقيادته للحلف 3. إذاعة جيش الاحتلال: خيبة أمل بمكتب نتنياهو من فوز "اوباما"