القاهرة: عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، بالتعاون مع "ديوان العرب" ؛ يصدر هذا الأسبوع الروايات الثلاث الفائزة بمسابقة الرواية العربية للشباب التي أقامتها ديوان العرب في العام الماضي 2010. وجاءت الروايات الفائزة كالتالي: رواية "تكاد تضيء" للكاتبة الفلسطينية المقيمة في الإمارات سامية عياش، والفائزة بالمرتبة الأولى، الرواية الثانية "أدمغتي المليون" للكاتبة الفلسطينية إسراء عبد الهادي عيسى من سكان مدينة نابلس، والرواية الثالثة "سامبدروم" للكاتبة المصرية هالة عبد الرءوف. وكان قد شارك في تقييم الروايات النقاد التاليين: الدكتور مصطفى يعلى "المغرب"، الدكتور صلاح السروي "مصر"، الدكتور بوشعيب حليفي "المغرب"، الدكتور بوشعيب الساوري "المغرب"، الدكتور إبراهيم سعد الدين "مصر". في تلخيص تقييمه للروايات الثلاث؛ يقول الدكتور إبراهيم سعد الدين عن الرواية الحائزة على المركز الأول "تكاد تضيء" أن هذه الرواية فازت عن جَدارَةٍ واسْتحقاق - بالجائزة الأولى في مسابقة "ديوان العرب" للرّواية لعام 2010. وأن المحكمون أجمعوا أنّها مُغامرةٌ إبْداعيّةٌ مُتَميِّزَةٌ حَقّاً، على صَعيدي الشَّكل والمضمون، بما يؤهّلها لتتَصَدَّرَ واجهة المَشْهد. ويقول سعدالدين أن في الرواية موهبةٌ لامعة تتسم بالنُّضْج والثَّراء، وامتلاكٌ كاملٌ لأدواتِ الكتابة من حيث البناء الدّرامي وتِقْنية القَصّ وأسلوب السَّرْد ولُغَة الحَكْي. وفيها وَعْيٌ بالتَّجربة الحياتيّة والرّوائية في آنٍ واحد. موضحاً أن الجُرْح الفلسطينيُّ هو لُحْمة وسُداةُ هذه التَّجربة الروائية، يختلطُ فيه كابوس الاحتلال وجرائمه المُشينة بالسِّجن الوَحْشيّ والقَهْرِ اليوميّ والتَّجريد من الهَويّة والافتئات على الحقيقة والتاريخ، وتَمْتزجُ فيه عذابات الشَّتاتِ والاغْتراب بالبَحْث عن الوطنِ الضّائع والتُّراثِ المَطْمورِ وذكريات الطفولة والصِّبا النابضة في شرايين الذاكرة. وعن الرواية الثانية "أدمغتي المليون" يقول الدكتور إبراهيم سعد الدين: هناك أعمالٌ إبداعيّة لا تحتاج تقديماً، لأنَّها تُقدّم نَفْسَها إلى القارئ دون عناءْ، مشيراً إلى أن الرواية هي رحلةٌ إبداعية تصحبنا فيها إسراء عيسى في غَوْر الجُرح الفلسطينيّ الفاغر فاه بامتدادِ كُلّ شبرٍ على أرض فلسطين، يتوحّد مع نبضه - سواء بسواء - فلسطينيّو الأرض المحتلة أينما وحَيْثما كانوا؛ في الضّفّة وغَزّة والشّتات وكلّ أرضٍ مُستباحةٍ للعربدة الصهيونيّة. ويمتزجُ فيه القَهْر الاجتماعيّ الذي يعيشُ في ظلّه المواطن الفلسطينيّ - وبالأخصّ المرأة - بِقَهْرِ الاحْتلال الغاشم وجرائمه الموصومة بعار التاريخ ولعنة الإنسانيّة. رحْلةٌ لها مذاقٌ خاصّ ونكهةٌ مميّزة تجمعُ بين دَهشة الإفاقةِ من الحُلْم وبكارة الرؤيا وبراءة الخَلْق الأوّل.. أما الرواية الثالثة "سامبدروم" فيقول عنها الدكتور سعد الدين أنها تتمتع بعُنْصُر التَّشْويق الذي يَتَّسمُ به أسْلوب السَّرْد، فالأحداثُ تمضي في نَبضاتٍ مُتسارِعةٍ كخفقاتِ القَلْبِ الواجِفْ، وتتلاحقُ كأنفاسٍ مبهورَة تتَعَجَّلُ الوصولَ إلى الذِّرْوَة وبلوغَ آخرِ الشَّوْط. من بين هذه الخصائص أيضاً تلك العناية الفائقة بالتفاصيل الصَّغيرة والدَّقائق المُتناهية الصِّغَرْ والتي تُشَكّلُ - من حيث لا نَشْعر - الجَوَّ العام للرّواية، والحضور المُكثَّف للمَكانِ والزَّمانِ في كُلِّ تفصيلةٍ وواقِعَةٍ ومَشْهَدٍ وحَدثْ. كما تتمتع بتلك المَقْدرة على التَّعاملِ مع مُفردات الحياة اليَوْميّة وإحالتها إلى مادَّةٍ للفَنِّ بالغة الخِصْب والثَّراء، بحيثُ يَتَحَوَّلُ العاديُّ والمألوفُ إلى جوهرٍ لامعٍ ومُتَوَهِّج في سياقِ هذا الإبْداعْ.