شعرت بالإشمئزاز جراء التصريح الذي صدر عن المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية، ويؤكد من خلاله أن الخطاب الذي أرسل من قبل الرئيس محمد مرسي للإرهابي شيمون بيريز رئيس دولة ما يسمي بإسرائيل ،هذا الخطاب صحيح ولاغبار عليه وهو إجراء روتيني تتخذه الدوائر الرسمية بالقاهرة عند مناشدة رؤساء الدول من أجل اعتماد سفير مصري ،قرأت الخطاب مرة وأثنين ثم فركت عيوني لكي أقوم بالاطلاع عليه للمرة الثالثة وأنا لا أكاد أصدق الأوصاف الذي يسبغها السيد الرئيس مرسي علي قاتل أسرانا في سيناء، وقاتل أطفالنا بمدرسة بحر البقر وغزة ،ومغتصب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة . الخطاب مكتوب بلغة انجليزية رصينة للغاية ،وبه من كلمات مفعمة بالحب والخنوع والمذلة موجهة من قبل الرئيس مرسي لنظيره الإسرائيلي ما يعجز العقل عن استيعابه أو تصوره ، وهذا الخطاب الفضيحة يدمي قلب أي مصري يعشق بلده لاسيما بعد قيام ثورة 25يناير المجيدة ،لكون أن مرسي يبعث بسفير فوق العادة ألي "إسرائيل" ،ويزيل الخطاب بتوقيع الصديق الوفي ويصف شيمون بيريز بالصديق العزيز،ويبدأ مرسي خطابه لبيريز قائلا لهذا الإرهابي ما يلي " لما لي من شديد الرغبة في تطوير علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا قد أخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل ليكون سفير فوق العادة ومفوض من قبلي لدي دولة إسرائيل"
والمصيبة أن صحف العدو نشرت نص رسالة مرسي لبيريز وصورة للسفير المصري وهو يتبادل انخاب الويسكي المعتق مع الرئيس الإسرائيلي بمقر الرئاسة بالقدس المحتلة ،كما أننا رأينا خطاب مرسي وأطلعنا عليه، ورأينا الصورة المتعلقة بالسفير وهو يتبادل تلك الأنخاب النجسة مع الرئيس الإسرائيلي ،وتذكرنا علي الفور كلمة مرسي أمام قمة طهران وكيف تعمد ان يهين الأشقاء هناك ،وذلك لكي يبعث برسائل لمن يضمرون لنا الشر،وكانوا حلفاء لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك مفادها إني معكم فأسمعون.
ومن هنا كانت غضبة رموز الوطن ضد إرسال هذا الخطاب واضحة ،وعلي سبيل المثال، قال الدكتور ياسر عبد التواب، أمين اللجنة الإعلامية بحزب النور، إن خطاب الرئيس لبيريز خطأ كبير لا يغتفر من قبل مؤسسة الرئاسة، لأن الشعب المصري على طول الخط يعلن مقاطعة شعبية ضد الكيان الصهيوني، ولا يقبل أن يعترف أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة بإسرائيل ، وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي للجبهة السلفية، أن العدو الإسرائيلي كيان غير شرعي ولا يمكن الاعتراف به بأى حال من الأحوال، فدولة إسرائيل كيان وضعته أمريكا، وبالتالي فالاعتراف به جريمة
وقال السفير السابق إبراهيم يسرى على الخطاب أن الخطاب ، أصاب المصريين بصدمة سياسية لأنه لم يكن يتوقع أن يخرج شخص من الإخوان المسلمين ويفنى عمره يدافع عن القضية الفلسطينية ويرفض الاعتراف بإسرائيل، ثم يأتى الآن ويرسل خطاب محبة وصداقة للرئيس الإسرائيلي. وتعليقاً على خطاب الرئيس مرسى لشيمون بيريز، قال الأستاذ الدكتور حسن نافعة ، إنها فضيحة كبرى لكل من الرئيس ووزير الخارجية والسفير الذي حملها وقدمها، وعليه التحقيق فيها، وهو ما يعنى أن الرئاسة لا تزال فى حاجة إلى التنظيف.
ومن جهتنا نشعر بمرارة شديدة ونحن نري حركة الأخوان المسلمين وقيادتها وكوادرها تقلع ملابسها يوميا وتتعري بالقطعة أمام شعبنا وأمام العالم العربي والإسلامي، كل ذلك تجارة لا نعتقد أنها مع الله إطلاقا ً كما توهمنا الحركة وتخدعنا ،أنما هي تجارة في سبيل الشيطان وفي سبيل السلطة ،وما يفعله الأخوان يجعلنا نزداد قناعة بأنه ما كان أغني الحركة الإسلامية عن وصولها للحكم من البداية ،فلو تركت لغيرها الرئاسة ولو لفترة انتقالية لما بددت رصيد الإسلاميين بين الناس بهذا الشكل وأظهرتهم طلاب سلطة يقولون ما لايفعلون ويتخلون عن مبادئهم لدنيا ،وأظهرتهم خارجين عن جوهر الدين .
وعندما قلناها لهم اتركوا الرئاسة لغيركم يواجه كامب ديفيد واستحقاقاتها ورجالها وجماعاتها في الداخل والخارج ويتعامل معها ،رفضوا تماماً وقالوا أنهم هُم من سيواجهونها ،وهاهم نري مواجهتهم لها ، نراهم يستسلمون ويتجردون من ملابس تحمي عورتهم من اجل مرضاة السيدين الإسرائيلي والأمريكي ،وذلك علي حساب ثورة تفجرت في وطننا وكان من بين أهم أهدافها إنهاء نظام حقبة كامب ديفيد تماما وليس التمسك بهذا النظام .
ونحن نتوقع علي اثر ما كتبناه في هذا المقال تدفق تعليقات من قبل أخوان ضالين يزعمون أنهم ينتمون للأخوان المسلمين يسبوننا بأقذر الألفاظ البريء منها ديننا ،وكل من ينتسب إليه ،والبريئة منها الأديان السماوية، يسبوننا بما يليق بتربيتهم غير السوية وفهمه الخاطئ للعقيدة ،هكذا هو منهاجهم الفحشاة والمنكر والبغي ،وحصاد ألسنتهم دوما يكبهم بأذن الله في نار جهنم .
أن الإسلام تواجد وعاش وقوي قبيل الأخوان وسيبقي بعدهم وهذا وعد للذين امنوا فلنكن جميعا من الذين امنوا ،ونرجو أن يعتذر الرئيس مرسي عن فعلته المتعلقة بإرسال هذا الخطاب الفضيحة ويتوب ألي الله ،لأنه مسئول أمام الله عن تلك الأفعال،أما الأخوان فنقولهم لهم خديعتنا فيكم مؤلمة وكبيرة ،وهي خديعة شرائح واسعة من ابناء مصر