تابعنا خلال الأيام الماضية قضية التلميذتين الصغيريتين بأحدي مدارس الأقصر، الآتي تعرضن لقص جزء من شعرهن، وذلك علي أيدي أستاذتهن المتطرفة دينيا، لكون أنهن عصين أمرا لها بإرتداء الحجاب، وجئن للمدرسة وشعرهن مكشوف، والواقعة هزت ضمير المدافعين عن الحريات والحقوق الآدمية، وأثرت بشدة علي المجتمع المدني المصري، وأكسبت أفراده المزيد من المخاوف تجاه التيار الإسلامي، بعد ان تم تسيس تلك الواقعة فور حدوثها. والملفت للإنتباه هنا، أن تصريحات أطلقتها مدرسة العلوم التي أرتكبت هذا الأثم تعتبر فيها ما حدث أمر عادي، وأن الاعلام أعطي لتلك الواقعة اكثر ما تستحقه، محملة المسئولية للإعلام في تضخيمها للصحافة والإعلام، ولم تنكر المدرسة المشار إليها الواقعة، وإن كانت قد قالت أنها هذبت شعر الفتاتين لا أكثر، وذلك بد أن عصين لسيادتها أمرا، ورفضن إرتداء الحجاب، حيث حاولت المدرسة التخفيف من حجم أثمها الذي أرتكبته، وذلك بعد أهانتها لتلميذتين صغيرتين بهذا الشكل وبتلك القسوة.
وتقول المدرسة أنها تطبق الشرع علي التلميذتين الصغيرتين والآتي لايعرفن حتي الآن ما هو الشرع، وتقول انها قصت كم صغير لا يذكر من شرهن، وهي بهذا القول تتجاهل الإهانة التي الحقتها بهن أمام زميلاتهن وبشكل قد يجعلهن يهجرن المدرسة نهائيا، أثر الصدمة العصبية التي عاشوها جراء قسوة الأستاذة نحوهن، لكن الأخطر من كل ذلك أن ما فعلته المدرسة قدمت من خلاله نموذج سيء للمسلم وأضرت بالإسلام، ثم أنه من الممكن أن يكون في المدرسة تلميذات غير مسلمات فهل يجبرن علي إرتداء الحجاب وأن خالفن أو عصين تقص شعورهن.
إن شبكة الاعلام العربية - «محيط»، إذ تهيب بوسائل الإعلام المصرية علي إختلاف أنواعها إستضافة علماء دين لتوعية تلك العناصر المتطرفة من أبناء الشعب، وتقديم الفهم الصحيح للإسلام، فأنها ترفض رفضا باتا ما حدث لكون أنه يسيء للإسلام ويلحق الضرر بالحريات ويظهر سيدات ورجال التعليم بمصر، يظهرهن أمام الدنيا كلها بمظهر مُتخلف لايرضينا، لاسيما وأن الإسلام دين التقدم.
ومن هذا المنطلق، نناشد القائمين علي أمر وزارة التربية والتعليم ان لايتساهلوا علي الإطلاق مع تلك العناصر الجاهلة التي ابتلي بها مرفق التعليم، وباتت تسيء لديننا الحنيف، وتسيء لسماحته.
وبالأمس أعجبنا تراجع وزير التعليم عما قاله حول إمكانية إستخدام العنف ضد التلاميذ،وبالتالي يكون الوزير قد عاد الي الحق ،ومن هنا نتمني ان تدرك تلك المدرسة صاحبة واقعة قص الشعر انها كانت علي خطأ عندما قصت شعر التلميذتين الآتي لم يبلغن سن الحلم بعد،ونتطلع لمعاقبتها بشكل تكون فيه عبرة للجميع حتي لاتتكرر غزوة قص الشعر مرة اخري.