عبرت الفنانة السكندرية د. نيفين الرفاعي في آخر معارضها المقام حاليا في قاعة "راغب عياد" بمركز "الجزيرة" للفنون تحت عنوان "وجه ومكان"، عن الإسكندرية بكل مشاهدها الحياتية والوجوه، ولكن برؤيتها الخاصة التي أضافت بعدا جماليا جديدا عن المكان. والفنانة رفاعي قدمت في هذا المعرض 61 لوحة دمجت خلالهم أعمال ثلاثة معارض مع بعضها البعض، اتفقا جميعا في أبراز معالم المكان في الإسكندرية، أو الوجوه السكندرية التي تناولتها الفنانة برؤية جديدة. المعرض الأول الذي عرضته الفنانة سابقا في مركز "الحرية" للإبداع كان تحت مسمى "مدن افتراضية"، والتي اختارت منه بعض الأعمال لتظهر في عرض جديد مع باقي أعمال المعرض فتكتمل رؤية المكان، وتناولت الفنانة خلاله المدينة ولكن برؤية افتراضية أبدعتها الرفاعي، هي مدن تخلو من البشر.. تسكنها الأسماك فقط والمراكب، تظهر المباني بخطوط رفيعة جدا لتتشابك مع المراكب التي تخرج من البحر لتندمج مع المباني بصورة شبكية، تلك المدن الافتراضية هي مدينة نفين الرفاعي السكندرية، بأحيائها وبحرها وسمكها وأنوارها وكوبري استانلي الشهير. رسمتها الفنانة مستخدمة الألوان الأكريليك مع الأحبار وأقلام "الدوكو". وفي المعرض الثاني الذي تناولته الفنانة قدمت الرفاعي أعمال "دجيتال"، شاركت بها الفنانة سابقا في بينالي "كتاب الفنان" الذي يقام كل عامين بمكتبة الإسكندرية، والذي كانت تيمته روايات نجيب محفوظ، وقدمت الفنانة فيه أعمالها "كتاب الفنان" بطريقة يدوية وليست "دجيتال"، وهذا ما فتح لها الباب كي تتناول هذه الأعمال في المعرض مستخدمة تقنية "الدجيتال"؛ حيث صورت وجوه نجيب محفوظ التي نراها في السينما مع الأماكن في رواياته وصاغتها برؤيتها الخاصة، كرواية "ميرامار" التي كانت في الإسكندرية، وكذلك حي الجمالية والمقاهي والكراسي الذي تناولهم محفوظ في "الثلاثية" الشهيرة، وغيرها من الأشياء المصرية الصميمة التي تناولها محفوظ في رواياته، قامت الفنان بمزجها بوجوه السينما المعروفة كشكري سرحان وعمر الشريف وشادية وغيرهم، كما تناولت شخصية " سي السيد" التي صورها محفوظ في حي الجمالية. أما المعرض الأخير فتناولت فيه الفنانة وجوه من الإسكندرية، وأحيانا ما شعرنا بأنها تناولت وجهها الشخصي، وربطته بمدينة الإسكندرية مكان نشأتها. وهذه الأعمال لم تعرضها الفنانة من قبل، وتميزت فيها الوجوه باستخدام مجموعات لونية ظهرت في خلفية اللوحة تتصاعد أحيانا لتخفي أجزاء من الوجه، وتختفي في أحيان أخرى وراء الوجه لتبرزه وكأنها في حالة حوار مستمر مع الوجوه التي تناولتها الفنانة كل مرة بزاويا مختلفة، وكأنها تلتقط لهم صورا من أسفل أو أعلى أو من الأمام، ومع المباني والأسماك التي تظهر في أجزاء من اللوحة سواء بداخل الوجه أو خارجة على استحياء شديدة، وبخطوط رفيعة للغاية. والفنانة في هذا المعرض استطاعت أن تقدم حالة جديدة لوجوه وأماكن الإسكندرية، برؤية جمالية خاصة عبرت من خلالها عن هذه الأمكنة ولكن في ثوب جديد.