واشنطن: أكد علماء أن الحوت الأحدب يسبح على مدار أيام في أعماق البحار، ويحدد اتجاهه أثناء ذلك بدقة متناهية تشبه دقة أنظمة الملاحة، التي يعتمد عليها الطيارون في تحديد المواقع، أثناء قيادة الطائرات. وبحسب الباحثين تحت إشراف ترافيس هورتون جامعة كانتربري، فإن الحوت الأحدب، يستطيع المحافظة على اتجاهه بهذه الدقة، رغم تقلب الطقس، ورغم التيارات المائية الشديدة في البحار، وعلى مدار عدة أيام ولمسافة مئات الكيلومترات. وأشار الباحثون في مجلة "بايولوجي ليترس" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا، إلى أنهم راقبوا 16 حوتاً أحدباً على مدى سبع سنين، بعد أن زودوها بأجهزة إشارة صغيرة، ترسل بياناتها عن موقع الحيتان إلى الأقمار الصناعية، وأنهم رصدوا تجول ثلاثة من هذه الحيتان في مسافات بعيدة ،حتى وصلت إلى أماكن غذائها الباردة، في حين ظلت بقية الحيتان قريبة نسبياً جنوب منطقة خط الإستواء. وأظهر التحليل الدقيق لمقاطع من طريق الحيتان، أن نسبة خطئها في الوصول لوجهتها، أقل من 5% ، في حين أن تحليل أكثر من نصف خطوط السير التي سلكتها الحيتان للوصول لوجتها. وأكد التحليل أن نسبة الخطأ بينها وبين بعضها، أقل من واحد درجة، أي 5ر3 كيلومتر عند قطع مسافة 200 كيلومتر، وهى دقة مدهشة، خاصة في وجود تيارات مائية متغيرة، وطقس متقلب في عرض المحيط، بالإضافة إلى تغير المجال المغناطيسي للأرض بنسبة تصل إلى 12 درجة، في حالة المسافات الطولية، وبمقدار 1 إلى 22 فى حالة المسافات العرضية. ويرى الباحثون ،أن حقيقة عدم تأثر الحيتان بهذه الظروف ، تدل على أن هذه الحيوانات تعتمد على هذه الظروف في تحديد وجهتها، إلى جانب اعتمادها على وضع الشمس، والوجهة المغناطيسية، في معرفة مكانها الحالي. ورأوا أن امتلاك هذه الحيتان "خريطة داخلية"، ودلائل جيدة بشأن مواقعها هو الذي يساعدها على تحديد وجهتها بهذه الدقة. غير أن الباحثين أقروا بأنهم ما زالون يجهلون أسس هذا النظام الملاحي للحيتان تماماً.