أكّد فريق دولي للأبحاث العلمية أن أنثى لحوت أحدب قطعت مسافة قياسية بحثاً عن الغذاء، متنقّلة من إحدى مناطق الغذاء إلى منطقة أخرى على مدى عامين. وأشار باحثو الجمعية المَلَكية البريطانية إلى أن أنثى الحوت الأحدب قد قطعت مسافة لا تقل عن 9800 كيلومتراً، خلال إحدى هذه الرحلات؛ أي أكثر من ضِعف ما عُرف عن الحوت الأحدب حتى الآن. وعثر الباحثون على هذه الأنثى لأول مرة عام 1999 قُبالة السواحل البرازيلية، ثم عثرت عليها سفينة علمية متخصصة في رصد الحيتان مرة أخرى بعد عامين قُبالة مدغشقر، وتبلغ المسافة بين المكانين نحو عشرة آلاف كيلومتر. وتمّ التقاط الصوَر لزعانف أنثى الحوت الأحدب، الذي يُعرف أيضاً ب"جمل البحر"، وأظهرت أن الحوت الذي شوهد قُبالة البرازيل، هو نفسه الذي ظهر قُبالة مدغشقر؛ حيث تتميز زعنفة الذيل لدى الحوت الأحدب بلونها وشكلها؛ بحيث يمكن التعرّف من خلالها على كل حوت على حدة. كما أن الباحثين عرفوا من خلال أخذ عينة بسيطة من جلد هذا الحوت وإخضاعها لفحص جينيّ أن هذا الحوت المحبّ للترحال أنثى، وهو ما كان بمثابة مفاجأة أخرى؛ لأنه عادة ما تقطع ذكور الحيتان مسافات أطول من الأنثى. يُذكر أن الحيتان الحدباء معروف عنها التنقل بين أماكن غذائها وأماكن تناسلها ذهاباً وإياباً، وعادة ما تقطع خلال ذلك مسافات تصل إلى 5 آلاف كيلومتراً. ولم يتوصل الباحثون إلى تفسير نهائي لهذه الرغبة في الترحال لدى أنثى "جمل البحر"؛ غير أنهم رجّحوا أن تكون هذه الرحلة استثنائية، وتهدف لاستكشاف مناطق جديدة تصلح لعيشها، أو أنها ضلّت طريقها ببساطة؛ مؤكّدين -في نفس الوقت- أن الاكتشاف يبيّن مدى سهولة تجوّل الحيتان في أماكن عيشها. عن موقع أخبار مصر