اهتمت صحيفتا (واشنطن بوست) و(لوس أنجلوس تايمز) الأمريكيتان بالمناظرة المقررة اليوم الأربعاء بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني. وقالت الصحيفتان إن هذه المناظرة تعتبر "لحظة فارقة" في مسار حملات أوباما ورومني الانتخابية وفرصة أخيرة لكلا المرشحين للتركيز على سياساتهما المستقبلية والإجابة عن تساؤلات لم يقدما إجابة عنها بعد.
فمن جهتها .. دعت (واشنطن بوست) - في سياق مقال إفتتاحي أوردته اليوم على موقعها الالكتروني - كلا المرشحين باغتنام الفرصة التي تتيحها تلك المناظرة للتركيز والاستطراد في خططهما وسياساتهما المستقبلية والكف عن الحديث عن الماضي وإنجازاته.
وذكرت الصحيفة أنه حالما يتم إغلاق صناديق الاقتراع والإعلان عن هوية الفائز في تلك الانتخابات ، سيواجه الأخير سيلا وجملة من التحديات الرئيسية يكمن أغلبها في السياسة الخارجية خاصة فيما يتعلق بأزمة النووي الإيراني والصراع الدامي في سوريا وأفغانستان والجزر المتنازع عليها في منطقة بحر الصين الجنوبي ، إضافة للتحديات الداخلية والتي يأتي على رأسها تعثر الاقتصاد الوطني والموازنة العامة والرعاية الصحية.
وأوضحت (واشنطن بوست) أنه في خضم جميع تلك التحديات سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ، لم يقدم كلا المرشحين بعد أفكار ورؤى واضحة وافية لكيفية إدارتهما ومعالجة تلك التحديات.
وقالت إن الرئيس الأمريكي المقبل سيرث إرثا ثقيلا متمثلا في اقتصاد متعثر ومعدلات بطالة مرتفعة وتباطوء معدلات النمو بشكل عام، وزيادة مقررة في الضرائب وخفض في النفقات وهو ما من شأنه أن يودي بالاقتصاد الوطني مرة أخرى إلى حافة الهاوية ومن ثم تقويض الأمن القومي.
وتابعت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في رصد المخاطر والتحديات التي تحدق بولاية الرئيس المقبل ، والتي من بينها شبح الإفلاس الوطني على المدى الطويل وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وضياع عائدات الضرائب تحت وطأة الفائدة المفروضة على الدين العام المتضخم.
وتساءلت في هذا الصدد مستنكرة ماذا قدم أوباما للعاطلين عن العمل في بلاده كي يجعلهم يشعرون بشيء من الأمل حيال الأعوام الأربعة القادمة عن السالفة ؟ أو كيف سيقنع الكونجرس بالعبور بالوطن بعيدا عن هاوية مالية أو خطر الإفلاس الوطني ؟.. فتلك جميعها تساؤلات لم يجب عنها الرئيس الأمريكي والذي يخوض غمار المنافسة الرئاسية أمام منافسه الجمهوري للفوز بولاية ثانية.
ووفقا للصحيفة فإن الأمر ينطبق على المرشح الجمهوري ميت رومني - الذي رأت أنه لم يقدم خارطة طريق أو خطوات ملموسة بعد لأي من الوعود التي أطلقها بشأن أزمة الاقتصاد وحماية البيئة والرعاية الصحية.
وخلصت (واشنطن بوست) إلى أن كلا المرشحين سعيا لتصوير تلك الانتخابات بوصفها خيار صارخ بين مدرستين متبايتين تماما ، وأظهرا حرصا أكبر على تخويف الناخبين من رؤية كليهما للقضايا العالمية عن تفسير ، وتوضيح كيف ستتوافق تلك الرؤى مع تحديات ومشكلات القرن الحادي والعشرين.
وفي السياق ذاته..رأت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية في تلك المناظرة إمكانية وفرصة أخيرة أمام رومني لإيجاد طريقة مثلى لصياغة أفكاره للناخبين على نحو يبدد الانطباع الذي أخذ سلفا حول عزوفه وبعده عن المواطن البسيط ، لافتة إلى أنه في حال ارتكب أوباما خطأ يحسب عليه خلال المناظرة سينصب في صالح حملة رومني.
ورأت الصحيفة أن رومني في حاجة إلى دفع أوباما خارج مساره الحالي من خلال شن هجوم عنيف على قصور ونواقص إدارة الرئيس الديمقراطي على مدار الأعوام الأربعة الماضية مثل : تباطؤ معدلات النمو وعدم خفض معدلات البطالة التي تبلغ 8% فضلا عن فشلها في التوصل لاتفاق مع الكونجرس حول الميزانية. مواد متعلقة: 1. صحيفتان غربيتان: المناظرة مع أوباما تمثل "فرصة أخيرة" لرومني 2. مناظرة بين أوباما ورومني